مهمة لودريان في مهبّ عواصف الإقليم

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

ينقل وفق معلومات مؤكدة، بأن لبنان عاد ساحة ومنصة، وسيشهد في هذه المرحلة معارك سياسية طاحنة وأحداثاً أمنية متنقلة، فيما وعلى الصعيد المالي، ثمة معلومات مفادها أن نائب الحاكم الأول وسيم منصوري، نُصِح بأن يدعو مجلس النواب بإقرار تشريعات تسهّل عمل الحاكمية وأمور الناس، وتحديداً رواتب القطاع العام، وهذه المسألة هي قيد البحث، على أن تتبلور في وقت ليس ببعيد، وإلا فإن عواصف مالية وإقتصادية ستضرب الساحة الداخلية، وسيكون لها وقعها السلبي على رواتب موظفي القطاع العام، إلى تعطيل مرافق أساسية وحيوية إذا لم يتم تجنّب هذه الكارثة أو العاصفة المقبلة على البلد.

وعلى الصعيد السياسي، تشير مصادر مواكبة لما يجري، إلى أن الحديث يتمحور في هذه المرحلة، وبتواصل وتنسيق بين أركان الدول الخمس، على إعداد أكثر من سيناريو رئاسي، وحيث تلوح في الأفق انتخابات رئاسية على إيقاع تصعيدي، ربطاً بمعركة عين الحلوة، ومن ثم تفاقم الأوضاع بشكل خطير، وثمة من دعا للمكاشفة، أي تحذيرات بعض الدول الخليجية والغربية لرعاياهم لمغادرة لبنان، وأخذ الحيطة والحذر في تنقلاتهم، وهذه الخطوات أخذت تعمّق الشرخ السياسي، وتركت في الساعات الماضية تبعات سلبية على حركة البلد الإقتصادية والتجارية وسواها.

ولكن، ومن خلال ما يتم تسريبه من معلومات متوفرة، فهذه الخطوات التي أقدمت عليها المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين وألمانيا وغيرها، تندرج في إطار الصراع العربي ـ الإقليمي بمعنى عدم تبلور الإتفاق الخليجي ـ الإيراني، وكذلك له امتداده من شمال سوريا إلى عمقها، وكل ذلك يرخي بظلاله على الساحة اللبنانية التي ستشهد في غضون الأسابيع المقبلة حراكاً من موفدين عرب وخليجيين وغربيين، فيما لا يعوّل على ما سيحقّقه الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، خلال الزيارة المتوقعة إلى بيروت في أيلول المقبل، والتي بدأ ينعيها عدد من السياسيين المخضرمين الذين يتوقّعون تبدّلاً في أجندة حركة لودريان، وكذلك سحب فتيل بعض الملفات من أجندته، ولا سيما الحوار الوطني، مما يعني أن انعقاد طاولة الحوار أو العمل دونها صعوبات وعقبات، وبالتالي، حتى الساعة لا زالت المشاورات جارية لتحديد آلية هذا الحوار أو النقاش، فيما وبعد أحداث عين الحلوة وما حصل أخيراً من إجراءات ديبلوماسية، بدأ يستدعي انتخاب الرئيس قبل أي طاولة حوار أو عمل.