"ليبانون ديبايت"
أكثر من تفسيرٍ قد أُعطي للمواقف الأخيرة الصادرة عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، والتي أطلقها من بيروت ودمشق كما من بغداد وطهران، وإن كانت كلها قد حملت اتجاهاً واضحاً للمسار الذي ستسلكه بلاده في الحرب الإسرائيلية على حركة "حماس" وعلى قطاع غزة، خصوصاً وأنه أعلن أن الردّ في الزمان والمكان المناسبين.
وفي قراءةٍ هادئة لما يمكن أن تكون عليه صورة هذا الرد، فإن الكاتب والمحلل السياسي علي حمادة، يجد أنه من الممكن فهم الخطة الإيرانية من خلال سلوك "حزب الله" على الحدود مع إسرائيل من جهة، ومن خلال الكلام الذي أدلى به وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بالأمس من جهةٍ أخرى، أي إبقاء حال "الغموض التكتيكي من أجل إبقاء العدو بحالةٍ من الإرتباك، وبمعنى أنه لا يعرف إذا كان هناك فتح للجبهات، أم أن الموضوع يقتصر على المناوشات الحدودية".
ويؤكد المحلّل حمادة في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، بأن هذا التكتيك، هو جزء من اللعبة، حيث أنه من المعلوم أن الحزب يستطيع، وبقرارٍ إيراني، أن يفتح جبهة لبنان، لكن هذا القرار خطير، وله نتائج وعواقب، بمعنى أنه يمكن أن يؤدي إلى انفجار في المنطقة، مشيراً إلى أن الإنفجار هذه المرة، لا يقتصر على إسرائيل، وإنما سيتدخل الأميركيون ضد الإيرانيين، لأنهم يعرفون أن هذا القرار إيراني، ولا يمكن أن يصدر عن لبنان، مهما علا شأن المسؤولين في الحزب.
لكن الموضوع يتعلق فقط بما سيحصل في غزة، بحسب حمادة، في ظل الأسئلة المطروحة التالية: هل سيحصل الإجتياح البري، وما هو مدى هذا الإجتياح، وهل سيقتصر على المنطقة الشمالية، أم أنه سيصل إلى المنطقة الوسطى؟ ويجيب حمادة أنها "كلها أسئلة وليست لدينا أجوبة عليها، ولكن بكل الأحوال، لا تريد إسرائيل ولا تسعى ولا تبحث عن تفجير الحدود الشمالية، إنما توصل رسائل شديدة اللهجة عبر القصف وعبر الرد، مفادها أنها مستعدة للقتال".
وبالنسبة لمحور الممانعة، فيرى حمادة أنه عليه أن يراجع حساباته، لأن الإشتباك أو المواجهة لن تكون مع إسرائيل وحدها، فالغرب قرّر أن يدخل في المعركة إذا ما استُهدفت إسرائيل من عدة جبهات، وبالتالي، فإن الثمن سيكون باهظاً.
وعن الخرائط الجديدة التي تسعى إسرائيل لرسمها، يكشف حمادة أنه حتى الآن ليس هناك من خرائط، فسوريا باقية كما هي ، والوضع الفلسطيني بعد هذه الحرب هو الذهاب إلى طاولة مفاوضات، لكن عدا ذلك ليس هناك من خرائط، باستثناء خريطة وحدة الساحات، التي تمكنت إيران من فرضها على العواصم العربية، بحيث زالت هذه الحدود بين الدول، فليس هناك من حدود بين العراق وسوريا، ولا بين سوريا ولبنان، والآن بين لبنان وفلسطين، ومن هنا إذاً، يبقى أن الوضع متقلِّب وشديد الخطورة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News