لبنان... دولة الشغور؟

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

لم تعد مهلة الأيام الفاصلة عن انتهاء ولاية قائد الجيش العماد جوزيف عون، تتّسع للمزيد من "الحروب الصغيرة" التي لا تزال مستمرة في الداخل رغم هدوء أصوات القصف الإسرائيلي في الجنوب. فالإستحقاق المؤذن بشغور موقع ماروني جديد، يضغط بقوة على الروزنامة السياسية، كما على الواقع الأمني والمعادلات القائمة على أكثر من محور وملفٍ داهم يبدأ بالعدوان الإسرائيلي على الجنوب، ولا ينتهي بملف النزوح السوري، مروراً بالواقع الداخلي المأزوم، حيث أن الشارع معرّض في أي لحظة لاختبارٍ أمني نتيجة الإنقسام على المستوى السياسي.

وإذا كان السؤال لدى الداعمين لتأجيل تسريح قائد الجيش، يمتدّ إلى اليوم الذي يلي العاشر من كانون الثاني المقبل، والخشية من الشغور في القيادة، فإن معارضي هذا الطرح، يذهبون إلى المطالبة بتعيين قائدٍ جديد أو بتسليم القيادة للضابط الأعلى رتبةً في ظل عدم تعيين رئيسٍ للأركان.

وإزاء هذه اللوحة، وفي ضوء معلومات متداولة عن أن الحسم مؤجّل في الوقت الحالي، فإن هذه القضية قد تكون متروكةً لتسلك طريقها من دون أي إجراء أو تأجيل أو تعديل، بحيث يقول وزير سابق في مجالسه الخاصة، أنه "في حال لم يتم حلّ ملف قيادة الجيش وذهاب البلد إلى شغور جديد، فيصبح بالإمكان إطلاق إسم دولة الشغور على لبنان".

وتنظر مصادر مسؤولة في الحزب التقدمي الإشتراكي، بقلقٍ، إن لم يكن بتشاؤمٍ، إلى المعركة الشرسة التي تدور حول ملف قيادة الجيش، لا سيما إذا حلّ الموعد المنتظر من دون إيجاد أي حل، وبالتالي استلام الضابط الأعلى رتبةً، لموقع القيادة.

وهنا، تتخوّف المصادر من مشكلة خطيرة داخل المؤسّسة العسكرية، وهذا ما يستدعي التعامل مع هذا الملف الشائك بحكمة ومسؤولية، تقول المصادر الإشتراكية، سيما وأن البلد مأزوم ولا يحتمل أي خضّة داخلية أو تفريغ لمؤسّسة الجيش في ظل الفراغ في سدّة الرئاسة الأولى، حيث لا يزال موعد انتخاب الرئيس مجهولاً، رغم كل ما يجري التداول به حول عودة قريبة للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان.

فهل سينتظر ملف قيادة الجيش حسم ملف رئاسة الجمهورية؟ ترفض المصادر ترك هذه المؤسّسة في مدار التهديد، وهو ما يبدو الإحتمال السائد لدى المعنيين بالقرار. وتقول إن إنجاز الإستحقاق الرئاسي مجهول، ولا يجوز ربط قيادة الجيش بانتخاب الرئيس، مشيرةً إلى أن الرئيس السابق للإشتراكي وكل القيادات الحزبية، يتوجّسون ممّا سيحصل في المرحلة المقبلة، ويشعرون بقلقٍ مشوب بالخيبة، جراء التعاطي مع هذا الملف وكأن لبنان في أفضل حالاته ويملك ترف الوقت والإنقسام السياسي والتلهّي بالمعارك "الصغيرة".