بعد جولة إقليمية مكّوكية تهدف إلى ضبط الحرب في قطاع غزة ومنعها من التوسّع إلى الإقليم والبحث في سيناريوات «اليوم التالي» للحرب مع قادة المنطقة، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الاتفاق مع المسؤولين الإسرائيليين على دخول بعثة أممية إلى شمال غزة لضمان عودة الفلسطينيين إلى هناك، فيما غابت أي مؤشّرات إلى تحديد جدول زمني لإنهاء الحرب في غزة أو أقلّه انتقال الحرب إلى مرحلة جديدة أقلّ حدّية.
وإثر محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال بلينكن: «إتفقنا اليوم (أمس) على خطّة تُتيح للأمم المتحدة إرسال بعثة تقييم، ستُحدّد ما ينبغي القيام به للسماح للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى منازلهم في شكل آمن تماماً في شمال» غزة، مؤكداً وجود حاجة لإيصال مزيد من المواد الغذائية والمياه والدواء وغيرها من الأساسيات إلى القطاع، حيث «ينبغي أن تصل في شكل أكثر فاعلية لمَن يحتاجون إليها».
وإذ تحدّث عن أن «الثمن الذي يدفعه المدنيون يوميّاً، خصوصاً الأطفال، باهظ جدّاً»، كان لافتاً مطالبته إسرائيل بالكفّ عن تقويض قدرة الفلسطينيين على حكم أنفسهم، وقال: «على إسرائيل أن تكون شريكاً للقادة الفلسطينيين الذين يُريدون قيادة شعبهم... وعلى إسرائيل الكفّ عن اتخاذ خطوات تُقوّض قدرة الفلسطينيين على حكم أنفسهم في شكل فاعل»، مُبدياً اعتقاده أن «هناك فعلاً فرصة حقيقية لاندماج (إسرائيل) في الشرق الأوسط، لكن علينا أن نتخطّى هذه المرحلة الصعبة جدّاً».
توازياً، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال لقائه بلينكن أن تكثيف الضغط على إيران «ضروري للغاية» لتجنّب تصعيد في المنطقة، مشدّداً على أن العمليات العسكريّة في منطقة خان يونس جنوب القطاع «ستتكثّف وتستمرّ» حتّى الوصول إلى «رؤوس» قادة حركة «حماس» وإعادة المحتجزين الإسرائيليين.
وأبلغ غالانت بلينكن بأنّ التغيير في أسلوب القتال الذي يُنفّذ في شمال القطاع، جاء للمساعدة في تحقيق أهداف الحرب، لكن ذلك لن يشمل منطقة خان يونس. وتهديد غالانت بمواصلة القتال في خان يونس جاء ردّاً على طلب من بلينكن بالانتقال إلى «المرحلة الثالثة» بشكل شامل في غزة.
في الأثناء، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال مؤتمر صحافي مع نظيرته الألمانية أنالینا بیربوك، ضرورة وضع حدّ للحرب التي يشهدها القطاع، معتبراً أن «كلّ الخطوات المتّخذة من قبل الاحتلال الإسرائيلي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين». وشدّد على ضرورة «العمل على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة»، فيما طالبت بيربوك بضرورة وضع حدّ للصراع في المنطقة، مؤكدةً أهمية «تحقيق هدن إنسانية للتعامل مع الوضع الإنساني، بهدف الوصول إلى وقف إطلاق النار على المدى الطويل»، وجدّدت مطالبتها «حماس» بإلقاء السلاح.
في الموازاة، أعرب مجلس الوزراء السعودي عن «رفضه القاطع للتصريحات الإسرائيلية حول تهجير سكان غزة، وإعادة احتلال القطاع وبناء المستوطنات»، مؤكداً «أهمّية تضافر جهود المجتمع الدولي لتفعيل آليات المحاسبة تجاه إمعان حكومة الاحتلال في انتهاك قواعد الشرعية الدولية والقانون الإنساني».
ويبحث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس في العقبة اليوم، حرب غزة والتطوّرات في الضفة الغربية، وفق الديوان الملكي الأردني، فيما سيلتقي بلينكن، الذي سبق أن اجتمع قبل أيام بالعاهل الأردني في عَمّان، الرئيس الفلسطيني اليوم.
من جهة أخرى، رأى رئيس المكتب السياسي لـ»حماس» إسماعيل هنية خلال مؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المنعقد في الدوحة أن إسرائيل فشلت في تحقيق أي هدف من أهدافها في الحرب الحالية، رغم ما ارتكبته من «مجازر وحرب إبادة».
ميدانيّاً، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شنّ خلال الساعات الماضية «عمليات برّية موسّعة تشمل ضربات جوية» في خان يونس، متحدّثاً عن قتل 40 عنصراً من الفصائل الفلسطينية خلال الساعات الـ24 الأخيرة، في حين أشار الجيش إلى مقتل 185 عسكريّاً منذ بدء هجومه البرّي في القطاع.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News