تعرّضت سامانثا باور، مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والباحثة المشهورة عالمياً في الإبادة الجماعية، لتحدٍّ واضح من موظفي الوكالة الحاليين والسابقين، الذين شككوا خلال فعاليةٍ عامة، الثلاثاء 30 كانون الثاني 2024، في موقف سامانثا من الحرب على غزة، والتواطؤ في السياسة الأمريكية المثيرة للانقسام.
حيث قالت أغنيسكا سايكس، المتخصصة في الصحة العالمية، والتي قالت لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إنها تركت وظيفتها في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أواخر الأسبوع الماضي: "كتبت باور كتاباً عن الإبادة الجماعية، ولا تزال في الإدارة، يجب عليها الاستقالة والتحدث جهراً".
وقاطعت سايكس خطاباً كانت باور تلقيه في واشنطن حول تغير المناخ والكوارث الطبيعية، واستدعت كتاب باور بعنوان "مشكلة من الجحيم"، إذ يدرس هذا الكتاب الحائز على جائزة "بوليتزر" ويدين تقاعس الولايات المتحدة إزاء الكثير من الفظائع، من أرمينيا إلى رواندا، تلك الفظائع التي امتدت على مدى عدة إدارات رئاسية.
ومثلُ الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن القومي التابع للرئيس بايدن، تشرف باور على وكالة منقسمة بشدة حول دعم واشنطن العسكري لحرب إسرائيل في غزة، ورفض المطالبة بوقف إطلاق النار، بحسب ما أفادت صحيفة "Washington Post" الأميركية.
لكن باور هي الوحيدة التي وجدت نفسها في مواجهةٍ علنية مع العاملين لديها بشأن سياسة الإدارة، وهو انعكاسٌ لما يقوله مسؤولو الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عن عملها الطويل حول هذا الموضوع ومسؤولية منظمتها في الاستجابة لمعاناة سكان غزة المنكوبين بسبب نقص الغذاء والمياه والدواء في ظل القصف العسكري الإسرائيلي المدمر.
وبعد مقاطعة سايكس، شكرتها باور على تعليقاتها، وقدمت رداً لاحقاً عندما اعترفت بأن الوضع في غزة "مدمر"، وذكرت أن "أكثر من 25 ألف مدني قُتلوا".
وقالت باور: "لا تدخل موارد كافية"، مؤكِّدةً على الحاجة الملحة لتقديم المساعدة لأكثر من 1.8 مليون من سكان غزة، الذين شُرِّدوا من منازلهم.
كما أشارت إلى أن المفاوضين الأميركيين يسعون للوساطة في هدنة إنسانية من شأنها أن تسمح بتدفق المزيد من المساعدات إلى القطاع الفلسطيني مقابل إطلاق حماس سراح الأسرى.
وخلال المحادثة التي جرت يوم الثلاثاء، تساءلت موظفة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، هانا فونك، عما إذا كانت الولايات المتحدة تهدر سلطتها الأخلاقية على المسرح العالمي من خلال نقل الأسلحة والمعدات إلى إسرائيل خلال حملتها العسكرية.
وقالت فونك لباور، أثناء جلسة أسئلة وأجوبة: "إن الإبادة الجماعية التي تمولها الولايات المتحدة في غزة جعلتنا غير قادرين على أن نكون قادة أخلاقيين فيما يتعلق بتغير المناخ وجميع القضايا التنموية والإنسانية الملحة الأخرى التي يهتم بها العاملون بالوكالة الأميركية للتنمية الدولية".
وفي ردها على فونك في هذا الحدث، لم تتناول باور اتهامات الإبادة الجماعية، لكنها قدمت دفاعاً ضمنياً عن الحملة العسكرية الإسرائيلية، قائلةً: "من المهم للغاية ألا يتكرر ما حدث في 7 تشرين الأول مرةً أخرى أبداً".
يمثل هذا التفاعل أول صدام بين باور وموظفي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية الحاليين والسابقين في حدث عام، لكنها واجهت معارضة بطرق أخرى، ففي تشرين الثاني 2023، أيد المئات من موظفي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية رسالة تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وتعرّضت باور لانتقاداتٍ لعدم الكشف علناً عن مقتل متعاقد مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في ما يُحتَمَل أن يكون غارةً إسرائيلية على غزة في تشرين الثاني 2023، وكانت باور قد قالت سابقاً إنها في جميع مناقشاتها رفيعة المستوى حول الصراع، جعلت حماية عمال الإغاثة أولوية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News