الإشتباك مضبوط "لبعض وليس كل الوقت"

"ليبانون ديبايت"

لم تعد أية تطمينات أو تصريحات أو ضغوطات، تسمح بالحديث عن صمود قواعد الإشتباك على جبهة لبنان التي لم تعد تقتصر على الحدود الجنوبية، وذلك بعدما خرجت المواجهات من المنطقة المحددة، ما عرض هذه القواعد للكثير من التجاوزات والإختراقات، بحيث باتت رهينةً للظروف الميدانية ولما تقتضيه الواقعية بين أطراف الصراع.

وعليه، فإن انتقال لبنان من جبهة مساندة وإشغال، يجعله في دائرة عدم اليقين والخطر، على الرغم من كل الموانع التي نجحت حتى اللحظة في ضبط هذه الجبهة. ومن هنا، فإن الرئيس التنفيذي لمؤسسة "إنيغما" للتحليل العسكري رياض قهوجي، يشير إلى انها ليست المرة الأولى التي يقصف فيها الطيران الإسرائيلي منطقة بعلبك في هذه الفترة، وتحديداً منذ بداية المواجهات على جبهة الجنوب، كما أنه يلاحظ أيضاً أنها لن تكون الأخيرة.

ومن ضمن هذا السياق، يقول المحلل قهوجي لـ"ليبانون ديبايت"، إنه وفي كلتي الحالتين، "بدا واضحاً ومن خلال ردّ حزب الله على القصف الإسرائيلي، أنه لا يزال يعمل على البقاء ضمن قواعد الإشتباك المضبوطة، وذلك تجنباً لدخول حرب كبيرة مع إسرائيل".

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الجبهة اللبنانية وبعد التصعيد الأخير، ستبقى "مضبوطة"، خصوصاً بعدما تحدث الموفد الأميركي آموس هوكستين عن صعوبة احتواء مثل هذه الحرب، يؤكد قهوجي أنه من الممكن أن يبقى الإشتباك مضبوطاً "لبعض الوقت ولكن ليس طول الوقت"، محذراً من أن إطالة أمد الحرب في غزة، سترفع احتمالات انزلاق الجبهة اللبنانية إلى الحرب، وذلك بمعزلٍ عن كل الإتجاهات الخارجية وما إذا كانت إيران تريد الحرب أو كما تعلن على الدوام بأنها لا تريد توسع رقعة الحرب.

أمّا لجهة ارتباط الإستهداف الإسرائيلي للبقاع مع تسجيل عمليات إطلاق صواريخ من سوريا باتجاه الجولان، يرى قهوجي أن الجولان كما النظام السوري، في "عالم آخر"، مشيراً إلى أنه من الواضح أن "النظام السوري، يمنع أي تصعيد ضد إسرائيل من أراضيه التي تًستخدم فقط كجسر عبور للبنان، حيث أن دور الميليشيات الإيرانية في سوريا، هي لمساعدته ضد قوى المعارضة وحمايته من السقوط".