"ليبانون ديبايت"
أكثر من سيناريو متداول في الايام الماضية، حول ردّ إيران على قصف قنصليتها في دمشق، وانعكاسه على الجبهة اللبنانية، حيث يعتبر مدير "مركز الإستشراف للمعلومات" عباس ضاهر، أن المشهد الأمني هو الذي يغلب على أي مشهد سياسي في لبنان كما في المنطقة.
وفي حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، يكشف ضاهر عن أن "قواعد الإشتباك على الجبهة الجنوبية، ومن حيث الشكل قد تغيرت وخضعت لبعض التعديلات، وإن كان من الممكن القول أن كل ضربة أو عدوان إسرائيلي، يتمّ الردّ عليها بضربة مقابلة، ولكن يحصل بعض التفلت أحياناً كما حصل بالنسبة للضربة الإسرائيلية التي استهدفت قنصلية إيران في دمشق، والتي طالت من حيث الشكل القنصلية، ولكن في الجوهر، فهي استهداف عسكري أي للحرس الثوري وليس للجسم الديبلوماسي وهو ما يؤدي الى لغط نتيجة عدم وضوح النص في القانون الدولي، ما إذا كان استهدافاً لسفارة أم لا"؟
ومن حيث الجوهر يقول ضاهر إن ما حصل هو "اعتداء مباشر على إيران وبالتالي فإن الإيراني ملزم بالرد شعبياً وسياسياً، ويبدو أنه يتجه الى الرد باتجاه اسرائيل، إنما في الوقت نفسه، فهو ما زال حريصاً على عدم توسيع الحرب كي لا تصبح شاملة، لأنه يعتبر أن توسيع الحرب هو هدف اسرائيلي لأن نتنياهو يبحث عن مخارج لأزمته في غزة".
وعن طبيعة الرد الإيراني، يشير ضاهر إلى أنه سيكون في "مكان حساس في إسرائيل، ولكن ما زال غير واضحاً ما إذا كانت قد تبلغت واشنطن بقرار الرد أم أن اسرائيل ستبادر الى الرد بدورها وتبدأ عملية الردود والردود المضادة".
لذلك يمكن القول، يتابع ضاهر، إنه "إذا كان القرار الإقليمي والدولي ينصّ على عدم انخراط ايران مباشرة في الحرب وتوسيع رقعتها من غزة الى ساحات اخرى، بسبب انعدام المصلحة العربية والدولية في مثل هذه الحرب، ففي المقابل فإن نتنياهو يريد الحرب وهو يقول علي وعلى أصدقائي وعلى أعدائي".
وبالتالي، يلفت ضاهر الى أن "الواقع بالغ الحساسية والتطورات تفرض مسار الأوضاع في ظل انعدام اليقين في استشراف المرحلة المقبلة بسبب التفلت الذي يحصل احياناً، رغم أن الأمور مضبوطة ضمن حدودٍ ما، كي لا تنجّر المنطقة الى حرب شاملة، ولكن في المقابل فإن بعض الساحات باتت تشهد قواعد لعب جديدة ومساحات اشتباك جديدة، تُبقي قواعد الإشتباك من حيث الشكل على حالها ولكن في الجوهر يحصل بعض التفلت، ذلك أن الحل الفلسطيني وصل الى مرحلة استعصاء، ما يستدعي ايجاد مخارج لوقف الحرب، وفي ظل غياب هذه المخارج فإن الوضع سيتجه الى المزيد من التفلت، وبالتالي قد ينفجر الوضع للوصول إلى حل ما يجعل المنطقة في حالة انتظار وترقب، حيث أن كل الأطراف باتت عاجزة اليوم عن فرض أي حل".
وعن انعكاس العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، فيرى ضاهر بأنها "ستؤدي الى وضع بالغ الدقة والحساسية لانه سيختلف بشكل كلي عن وضع غزة، حيث ان التعامل معها من قبل حلفاء حماس سيكون من زاوية معركة الوجود". وبالتالي، يشدد على أنه "من الثابت أن الأمور لا تتجه إلى تهدئة وهو ما بات واضحاً من خلال تطورات الأسبوعين الماضيين، حيث كان الكل يراهن على أن يشكل شهر رمضان مدخلاً للحل، إنما لم يتحقق ذلك ونتنياهو مستمر بتوجهه الحربي وبالتالي فان أي آمال كانت معقودة على تسوية وتهدئة لم تعد موجودة، وبتنا في مرحلة ضبابية لا يقين فيها".
وعن وضع الجنوب فيوضح ضاهر أنه "سيبقى على حاله ولو تغيرت تكتيكات المساندة، حيث أن الجبهة لن تتوسع وإن احتدت وتيرة العمليات، وذلك نتيجة عدم وجود النية أو القرار أو الرغبة بالحرب الشاملة، ولكن الوضع الميداني في ساحات أخرى قد يتغير، ويعود ذلك إلى أن الدول العربية تريد الإستقرار ودول الخليج استنكرت ضرب القنصلية الإيرانية في دمشق والدور العربي يقتصر على محاولة الوصول إلى تسوية ديبلوماسية ما زالت عاجزة حتى الآن عن فرضها، ولذلك فالتركيز هو على الدعم المادي والإغاثي، فيما تُطرح بعض السيناريوهات الإسرائيلية الساعية إلى زعزعة الوضع في الأردن مثلاً، من أجل تنفيذ مشروع الوطن البديل للفلسطينيين ولكن كل ذلك ما زال في إطار علامات الإستفهام المتداولة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News