"ليبانون ديبايت"
في تقييمٍ أولي لتردّدات الحدث الأيراني ومدى انعكاسه على ساحات المنطقة التي اتّحدت بعد حرب غزة لمساندة حركة "حماس"، وبعد أقل من أسبوع على تحطّم مروحية الرئيس ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، يرى المحلِّل العسكري الإستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب، أن المُستهدف في هذه الحادثة، وفي حال كان الإستهداف من الخارج و"بفعل فاعل"، ليس فقط شخص الرئيس أو وزير خارجيته، بل إن المُستهدف هو النظام برمّته أي الرئيس ووزير الخارجية والمستشارين ومحافظ المنطقة الذين كانوا في طوافة واحدة.
ولدى الخوض في كيفية انعكاس هذا الحدث على عمل النظام أو سياسته الخارجية، يقول العميد ملاعب ل"ليبانون ديبايت"، إن النظام الإيراني معقّد، فهو يسمي نفسه نظاماً ديمقراطياً، لأن رئيس الجمهورية مُنتخب والمجلس النيابي مُنتخب، لكن الإنتخاب يحصل بالتنافس وبشكل ديمقراطي بين أشخاص موالين للنظام، حيث أن كل من يريد أن يترشّح لمنصب في الدولة، عليه أن يقدّم ملفه إلى مجمع تشخيص مصلحة النظام، الذي سيدرس ملفه، وإذا كانت عليه أي شبهة بارتكاب أي عمل أو الإدلاء بأي موقف معادٍ للنظام، فلا يسمح بترشيحه.
من جهةٍ أخرى، وعلى الصعيد العام والسياسة الخارجية، يشير ملاعب، إلى أن القرار هو في يد مجلسين، الأول هو المجلس الأعلى للأمن القومي، والثاني هو مجلس صيانة الدستور، وهما يتبعان لمرشد الثورة، والإثنان يقرّران سياسة النظام واستراتيجية المستقبل، فيما التنفيذ يكون عبر الرئاسة والحكومة والحرس الثوري، حيث أن رئيس الجمهورية والحكومة يعنيان بإدارة البلاد وبالسياسة الدولتية أي من دولة إلى دولة من خلال الوزراء، ولكن هؤلاء لا يملكون قرار السياسة الخارجية في إيران.
ورداً على سؤال حول الجهة التي ترسم الإستراتيجية الخارجية، فيوضح ملاعب، أنه مجلس الأمن القومي، ومن يّنفذها هو "الحرس الثوري"، الذي أنشىء مع وصول الإمام الخميني إلى السلطة، لأنه لم يكن يثق بالجيش.
ويتابع ملاعب أن كل أنواع الأسلحة اليوم في إيران، موجودة لدى "الحرس الثوري"، وهو الجهة الوحيدة التي تستورد الأسلحة من الخارج، مع العلم أن هناك جيش وقوات بحرية وقوات مدفعية ولكن ليس لديهم الأمرة، ذلك أن الأمرة والقرار في كل محافظة إيرانية، هي لدى الحرس الثوري، الذي هو أيضاً مسؤول عن العلاقات اللادولتية، أي العلاقة مع كل الكيانات التي صنعتها إيران في المنطقة كالحشد الشعبي في العراق وقوات "أنصار الله" في اليمن، و"حزب الله" في لبنان، والدفاع الوطني في سوريا، فيما علاقة "الحرس الثوري" مباشرة مع المرشد.
ولذلك، وممّا تقدم، يؤكد ملاعب أن ما حصل لن يؤثرعلى السياسة الخارجية لطهران، طالما أن الجهة الممسكة بالمحور في المنطقة لم تتأثر، وبالتالي، فإن الإستراتيجية الإيرانية ثابتة على مسارها الحالي، في تصدير الثورة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News