بعد تسجيل رئيس البرلمان الإيراني السابق علي لاريجاني، وهو من المحافظين البارزين، يوم الجمعة الماضي اسمه للترشح إلى الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في 28 من الشهر الحالي اشتعلت خلال الساعات الماضية حرب كلامية بينه وبين سعيد جليلي، كبير المفاوضين السابق في الملف النووي الإيراني.
فقد بدأت شرارة تلك الحرب بتغريدة للاريجاني استعمل فيها هاشتاغ " #ارتفاع_بكيريم" أي لنرتفع.
ما فسره البعض بأنه إشارة أو تلميح وسخرية من قائد مروحية الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي التي تحطمت فوق أحد المرتفعات في إقليم أذربيجان الشرقية قبل أسبوعين، بعدما ارتفع عن الضباب لتسهل عليه الرؤية، إلا أن الهليكوبتر اصطدمت بأحد الجبال في تلك المنطقة الوعرة، ما أدى إلى مقتله ورئيسي فضلا عن وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ومرافقين آخرين كانوا على متن المروحية.
فرد رئيس البرلمان الحالي محمد باقر قاليباف بهاشتاج مضاد، حمل عنوان "لنرتق" دعا فيه إلى الترفع عن الصغائر والسخرية.
بدوره، علق لاريجاني بشكل غير مباشر على تفسير البعض لتغريدته بغير ما تحمل، موجها تحية إلى قتلى المروحية الذين وصفهم بالشرفاء، وداعياً إلى معالجة مشاكل الناس وحلها، وخدمة الشعب.
لكن رغم ذلك، شن جليلي هجوماً شرساً عليه من دون أن يسميه، فكتب في تغريدة على حسابه في منصة إكس مساء يوم الجمعة الماضي: "إن قول بعض الجمل اللطيفة والسخرية من الآخرين قد يكون لافتاً وساحراً، لكنه لا يفيد الناس".
كما اعتبر أنه لا يمكن لأحد أن يزعم السعي إلى الحفاظ على مصالح الشعب، لاسيما أنه كان مسؤولاً منذ عدة سنوات في البرلمان من دون أن يقدم قوانين فعالة لمكافحة الفساد!".
إلا أن لاريجاني لم يترك الأمر يمر مرور الكرام، بل استعان بـ"تشات جي بي تي" هذه المرة.
إذ شارك تغريدة جليلي، ناشراً معها جدولاً بالأجوبة التي قدمها "تشات جي بي تي" على سؤاله حول مكافحة الفساد خلال توليه رئاسة البرلمان.
وكتب معلقاً: "أخي العزيز الدكتور جليلي، لقد طرحت سؤالك على "ChatGPT"، فقدم إجابات كاملة إلى حد بعيد، لكن بالطبع هناك بعض الأشياء التي لم يذكرها". وختم كاتباً" آمل أن يكون مفيدا لك".
يشار إلى أن جليلي الذي شغل منصب مدير مكتب خامنئي لأربع سنوات بدأت قبل عقدين، كان أول من سجل اسمه لخوض الانتخابات يوم الخميس الماضي.
ثم تبعه بعد ساعات لاريجاني، ونشر خريطة لطهران على حسابه في إكس، تظهر خطاً يتجه من مقره إلى لجنة الانتخابات، وخطاً آخر نحو القصر الرئاسي
وكانت لجنة الانتخابات الإيرانية أعلنت أمس السبت أنها سجلت 17 مرشحا لخوض الانتخابات الرئاسية. وقال المتحدث باسمها محمد إسلامي إن 80 شخصا تقدموا للجنة على مدى الأيام الماضية، حيث تم تسجيل 17 شخصا من إجمالي هذا العدد.
تأتي تلك الانتخابات بعد مقتل رئيسي في التاسع عشر من مايو إثر تحطم طائرة هليكوبتر كانت تقله خلال عودته من خودافرين إلى تبريز بمحافظة أذربيجان الشرقية وسط ظروف جوية سيئة. فيما عُيّن محمد مخبر، النائب الأول للرئيس، لإدارة السلطة التنفيذية في البلاد مؤقتا حتى إجراء الانتخابات.
لكن نسبة الإقبال على التصويت قد تتدنى بسبب الخيارات المحدودة من المرشحين وتزايد السخط حيال مجموعة من الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بحسب ما رأى بعض المراقبين.
إلا أنه بكل الأحوال، ووسط المزيج المعقد في إيران من الحكام الدينيين والمسؤولين المنتخبين، تعود دوما لخامنئي الكلمة الفصل في جميع شؤون الدولة مثل السياسات النووية والخارجية.
لكن الرئيس المنتخب سيكون مسؤولا عن معالجة الصعوبات الاقتصادية المتفاقمة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News