اقليمي ودولي

الحرة
الخميس 05 كانون الأول 2024 - 21:02 الحرة
الحرة

تداعيات وتحولات... "خسارة حماة" نقطة مفصلية في نزاع سوريا

تداعيات وتحولات... "خسارة حماة" نقطة مفصلية في نزاع سوريا

في تطور لافت يعكس تصاعد الأوضاع العسكرية في سوريا، أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة، اليوم الخميس، عن سيطرتها الكاملة على مدينة حماة، رابع كبرى المدن السورية، الواقعة في وسط البلاد.

جاء ذلك بعد معارك عنيفة مع قوات النظام السوري التي اضطرت إلى الانسحاب من المدينة بعد يومين من الهجوم، ليتمكن مقاتلو المعارضة من دخول المدينة ومهاجمة سجن حماة المركزي، حيث تم تحرير مئات السجناء.

وتعد مدينة حماة من أهم المواقع الاستراتيجية في سوريا، حيث تربط بين العاصمة دمشق ومدينة حلب، ثاني كبرى المدن السورية. وتعتبر المدينة بموقعها الجغرافي المتميز نقطة وصل حيوية بين الشمال والجنوب، مما يجعلها شريانًا حيويًا لعدة مدن في وسط البلاد.

قادت "هيئة تحرير الشام" الهجوم على المدينة. وسبق أن كانت الهيئة تحت مسمى "جبهة النصرة" قبل انفصالها عن تنظيم القاعدة.

على الرغم من تصنيفها كمنظمة إرهابية، فإنها تُعد من الفصائل الرئيسية التي تقاتل ضد النظام السوري. وبحسب مصادر من المعارضة، فقد تمكنت الهيئة من إلحاق هزيمة كبيرة بقوات النظام السوري التي انسحبت إلى مناطق قريبة بعد معارك ضارية على مدار الأيام الماضية.

وبعد السيطرة على مدينة حلب في وقت سابق، باتت حماة تمثل هدفًا آخر استراتيجيًا في إطار المساعي العسكرية لفصائل المعارضة، التي تسعى إلى تأمين طريقها نحو دمشق وبلوغ مناطق أخرى في وسط سوريا.

تعد حماة واحدة من أقدم المدن السورية، وقد شهدت العديد من التغيرات الكبرى منذ بداية الحرب الأهلية في 2011. المدينة، التي تقطنها أغلبية سنية، كانت في البداية مسرحًا لبعض من أكبر الاحتجاجات ضد النظام السوري في بداية الانتفاضة.

ومع تصاعد العنف، سقطت المدينة في أيدي النظام بعد حملة قمعية دامية، فيما عرفت بمجزرة حماة في 1982 التي أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين على يد الجيش السوري أثناء محاولة قمع انتفاضة جماعة الإخوان المسلمين.

مع سيطرة المعارضة على حماة، تتجه الأنظار إلى تداعيات هذه السيطرة على الوضع العسكري والسياسي في سوريا. إذ تفتح السيطرة على حماة الطريق أمام فصائل المعارضة لمزيد من التقدم نحو مدينة حمص التي تُعد أيضًا موقعًا استراتيجيًا هامًا. كما تشكل السيطرة على حماة تهديدًا مباشرًا للعاصمة دمشق، ما يزيد من الضغوط على الحكومة السورية.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن المعارك التي شهدتها المدينة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 826 شخصًا، بينهم مدنيون وعسكريون، فيما أُجبر أكثر من 280 ألف شخص على النزوح من مناطق النزاع، وفقًا لبيان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.

وفي هذا السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى "حل سياسي شامل" في سوريا، محذرًا من تدهور الوضع أكثر مع استمرار نزيف الدماء. كما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضرورة التوصل إلى تسوية بين الحكومة والمعارضة لحل النزاع، مشددًا على أهمية أن يتفاعل النظام السوري بشكل عاجل مع شعبه.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة