مع بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة عند الساعة 08:30 صباحاً بالتوقيت المحلي، انتشرت عناصر الشرطة الفلسطينية في شوارع القطاع، ما أثار تفاعلات واسعة، خاصة في الأوساط الإسرائيلية، حول دلالات هذا التحرك.
وقال مراسل الجزيرة، تامر المسحال، إن هذا الانتشار يمثل نقطة تحول مهمة بعد الاستهداف المنهجي لقوى الأمن الفلسطينية من قِبل إسرائيل خلال الحرب، والتي شملت اغتيال 723 من عناصر الشرطة، بينهم مدير عام الشرطة في غزة.
وأوضح المسحال أن هذا الظهور العلني لقوات الأمن بزيها الرسمي يعكس تعافي المؤسسات الأمنية، مما يُعد رسالة تحدٍّ لإسرائيل، التي كانت من بين أهدافها المعلنة القضاء على حكم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في القطاع.
وأشار إلى أن عودة الشرطة الفلسطينية إلى الشوارع تُبرز فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها، ومنها القضاء على سيطرة حماس، كما تُعبّر عن استعادة تدريجية لعمل المؤسسات الحكومية.
وأضاف: "حديث إسرائيل عن أهدافها يتناقض مع المشهد الحالي، الذي يُظهر قوة التنظيم والإدارة في غزة، رغم الحرب".
بدوره، اتفق مراسل الجزيرة، إلياس كرام، مع ما ذكره المسحال، مشيراً إلى أن انتشار الشرطة الفلسطينية يعكس تماسُكاً داخلياً ويؤكد أن المؤسسات الأمنية والحكومية قادرة على استعادة زمام الأمور.
وأضاف كرام أن هذا الانتشار الأمني يمثل إحباطاً للمخططات الإسرائيلية الرامية إلى إضعاف حركة حماس، لافتاً إلى أن الإسرائيليين ينظرون إلى الشرطة الفلسطينية على أنها جزء لا يتجزأ من حماس.
كما أوضح أن منصات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية شهدت جدلاً واسعاً حول هذه المشاهد، حيث تساءل بعضهم: "هل نجحت إسرائيل في إخضاع حماس؟"، فيما أبدى آخرون قلقهم من عودة النازحين الفلسطينيين إلى ديارهم في المناطق الشمالية، معتبرين أن ذلك يعني إقرار إسرائيل بعدم العودة إلى العمليات العسكرية الموسعة في القطاع.
من جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن "رجال شرطة حماس ينفذون إعادة انتشار في جميع أنحاء القطاع، وإن حماس التي لم تفقد في أي لحظة من الحرب سيطرتها أو قبضتها على أي جزء من القطاع، تستغل هذه الساعات لتعزيز وإحكام قبضتها وحكمها".
ومنذ بدء الحرب على غزة، اغتال الجيش الإسرائيلي 723 من رجال الشرطة وعناصر تأمين المساعدات، وفق آخر إحصائية نشرها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة يوم 19 كانون الأول الماضي.
وأوضحت حكومة غزة ومنظمات حقوقية أن استهداف قوات الاحتلال لعناصر الشرطة يهدف إلى إشاعة الفوضى ونشر الجريمة وزيادة المعاناة الإنسانية، كجزء لا يتجزأ من الجرائم التي تهدف إلى تدمير الشعب الفلسطيني كلياً أو جزئياً.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News