تتواصل الخلافات الداخلية في إسرائيل بشكل متزايد، حيث تزداد حدتها يومًا بعد يوم، مع تصاعد الصدامات الحادة وتبادل الاتهامات والتوجهات العدائية. وفي ظل هذا الوضع، تستمر إسرائيل في بناء المزيد من الأسوار والجدران، معتقدة أنها ستحميها من الأخطار الخارجية، رغم ما أظهرته من دموية شديدة في عدوانها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ومع ما تدعيه من تحقيق تفوق على أعدائها في المعارك المختلفة، إلا أن إسرائيل تظل قابلة للهزيمة، ليس فقط في ساحة المعركة، بل أيضًا في أماكن أخرى، وخاصة داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه.
وأشار تقرير، في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إلى أن "خلافات الإسرائيليين تأتي نتيجة عدم انتباههم للتطورات من حولهم، حيث اكتفوا بما بني من جدران وأسوار بزعم حمايتهم، ولكنهم اكتشفوا متأخرًا أن أي جدار مادي يمكن اختراقه في نهاية المطاف، وهذا قد يؤدي إلى تدميرهم من الخارج بعد أن يكونوا قد دمروا أنفسهم بسبب الكراهية الداخلية المتفشية في صفوفهم".
ولفت التقرير إلى أن الإسرائيليين في الوقت الحالي ليسوا قويين بما يكفي، وأن الروابط بينهم ضعيفة، ورغم أنهم ما زالوا في حالة حرب منذ أكثر من عام، فإنهم يخوضون حروبًا داخلية تؤثر على تماسكهم.
وأضاف التقرير أنه على الرغم من أن اسرائيل قد أظهرت قوة كبيرة في مواجهات مع أعدائها، إلا أن الخلافات الداخلية قد تُضعف هذه القوة وتؤثر سلبًا على موقفهم في الحروب الخارجية.
وأوضح أنه "بينما يخوض الإسرائيليون حربًا ضد أعدائهم في الخارج، إلا أنهم يخوضون أيضًا حروبًا داخلية، والفجوة بين الجهد المبذول في ساحات المعركة والخطاب العدائي الداخلي أصبحت لا تُطاق".
وأكد التقرير على ضرورة أن يخصص الإسرائيليون وقتًا أكبر لمواجهة الخلافات الداخلية، لأن هذه الحروب تمنعهم من رؤية تصاعد قوة حماس، وتواصل تحذيرات الصواريخ في غلاف غزة، إضافة إلى استمرار سقوط الجنود في المعارك.
من جانبه، قال مايكل أورين، السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، أنه "بعد خمسين عامًا من الآن، سيتعلم طلاب الكليات العسكرية حول العالم عن حرب "السيوف الحديدية" الإسرائيلية، وسيتعلمون التحديات التي واجهتها إسرائيل في غزة، وهي منطقة مكتظة بالسكان الفلسطينيين، ومحمية بثلاثين ألف مسلح، حيث يقاتل الجيش الإسرائيلي ضد قوات الاحتلال في ظروف معقدة للغاية تشمل الأنفاق".
وأضاف أورين في مقال نشرته "يديعوت أحرونوت" أن "إسرائيل واجهت تحديات غير مسبوقة، خاصة مع حزب الله، بالإضافة إلى الهجمات المتزايدة في الضفة الغربية، وأسطول الطائرات بدون طيار التي تشنها جماعات إيران في سوريا والعراق واليمن".
وأكد أن "الجيش الإسرائيلي يواجه تهديدات متزايدة على جميع الجبهات، ورغم التغييرات الجيو-استراتيجية العميقة في الشرق الأوسط التي أسفرت عنها هذه الحرب، إلا أن إسرائيل قد تخسر الحرب، وليس بالضرورة في ساحة المعركة، ولكن بسبب ضعف تماسكها الداخلي".
وأرجع أورين ذلك إلى عدم قدرة إسرائيل على الحفاظ على وحدتها الداخلية، وهو ما يعرض جميع الإنجازات العسكرية للخطر، مشيرًا إلى أن عدم التوصل إلى حل لقضية الخدمة العسكرية لليهود المتدينين أو استعادة الوحدة السياسية سيؤدي إلى تقليل قدرة إسرائيل على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
وشدد أورين على أن "الفشل في إطلاق سراح المختطفين سيخلف شرخًا دائمًا في المجتمع الإسرائيلي، وأن الحفاظ على المناعة الداخلية لا يقل أهمية عن ضرب حماس وحزب الله وإيران، بل يجب أن يكون هدفًا استراتيجيًا لإسرائيل".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News