اقليمي ودولي

الثلاثاء 28 كانون الثاني 2025 - 20:11

مصر تنفي إجراء اتصال بين السيسي وترامب بشأن نقل الغزاويين

مصر تنفي إجراء اتصال بين السيسي وترامب بشأن نقل الغزاويين

نفى مصدر مصري مسؤول رفيع المستوى، اليوم الثلاثاء، ما تناوله الإعلام حول إجراء اتصال هاتفي بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والأميركي دونالد ترامب بشأن نقل الفلسطينيين من غزة.

وأكد المصدر أن أي اتصال هاتفي لرئيس الجمهورية يتم الإعلان عنه وفقاً للمتبع مع رؤساء الدول، خاصة فيما يتعلق باتصال على هذا المستوى وفي هذا التوقيت الدقيق الذي تمر به منطقة الشرق الأوسط، وعلى ضوء ما يمثله ذلك من أهمية خاصة في ظل العلاقات المتميزة التي تجمع رئيسي البلدين.

وأوضح الخبير العسكري المصري اللواء أسامة كبير، المستشار بكلية القادة والأركان، في حديث لـ"العربية"، أن البيان المغلوط حول اتصال بين الرئيسين المصري والأميركي تم إعلانه كمناورة سياسية بائسة الهدف من ورائها دق إسفين بين الدبلوماسيتين الأميركية والمصرية، من خلال نشر المغالطات، مضيفًا أن بيان المصدر المصري المسؤول ونفيه لهذا الخبر يؤكد أن مثل هذه الاتصالات تتم في إطار البروتوكولات والترتيبات المتبعة رسميًا، مُدحضًا بذلك أي فتيل لإشكالية دبلوماسية حاول بعضهم صنعه لأهداف سوداء ومفضوحة في الوقت نفسه.

وقال الخبير المصري إن الأمر يستدعي مستقبلاً تريثًا أميركيًا، فمشكلة الشرق الأوسط لا يصح أن يتم تداولها بشكل عشوائي أو عنفواني، موضحًا أن العالم الذي انتظر بفارغ الصبر أكثر من 8 أشهر الموافقة على هدنة لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، وإيقاف استهداف المدنيين العزل بقطاع غزة، لم يخطر على أذهانه مهابة وهول مشهد العائدين من وسط وجنوب القطاع إلى شماله.

وأشار الخبير المصري إلى أن مشهد العودة أذهل العالم أجمع من روعة القيم المتأصلة لدى الفلسطينيين بارتباطهم بأرضهم، ولو حتى كانت خرابًا وأطلالًا، وهو ما أصاب حكومة إسرائيل بضربة معنوية لم تكن تخطر على مخيلتهم، على الرغم من علمهم بأن هذا الأمر سيحدث بكل الأحوال فهو أحد البنود الرئيسية بالاتفاق. وأضاف أن بنيامين نتنياهو سارع بمحاولة إلقاء حجر عثرة في مسار الهدنة، معلنًا عدم فتح محور نتساريم المتقاطع مع شارع الرشيد وطريق صلاح الدين المؤديين إلى شمال القطاع، متعللًا في ذلك باستمرار احتجاز حماس للإسرائيلية أربيل يهودا.

وأشار إلى أن ما فعله نتنياهو كان يهدف إلى خروج أربيل ضمن الدفعة الأخيرة مع المجندات الأربع، لكن حركة حماس التفت حول هذه المناورة البائسة وأعلنت أن أربيل موجودة وسيتم إطلاق سراحها ضمن الدفعة الثالثة السبت القادم، ليتم فضح مخطط نتنياهو.

وفي هذا السياق، قال الخبير المصري: "بعد محاولة نتنياهو البائسة، خرج دونالد ترامب بتصريح يعلن من خلاله اتصاله بملك الأردن مطالبًا إياه بقبول فكرة السماح لدولته باستضافة عدد كبير يصل لمئات الآلاف من سكان القطاع، على أن يقوم ترامب أيضًا بالاتصال بالرئيس المصري ليعرض عليه نفس الفكرة"، مشيرًا إلى أن رد الفعل السريع من الأردن جاء على لسان وزير خارجيتها أيمن الصفدي، الذي أعلن رفض بلاده مقترح ترامب، مؤكدًا ثوابت القضية الفلسطينية التي لا تتغير لدى المملكة.

وأضاف الخبير أنه بعد ذلك، خرج بيان من الخارجية المصرية يؤكد ثوابت مصر الراسخة تجاه القضية الفلسطينية، وتأكيدها على ألا تنازل عن مشروع حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وتبعًا لذلك، تأزم الموقف الدبلوماسي لدى ترامب من ردود الفعل السريعة من مصر والأردن، مضيفًا أنه وإزاء ذلك، لن يتصل ترامب بالرئيس المصري بعد صدور بيان وزارة الخارجية، لأنه لم يعد للاتصال قيمة حينئذ.

وتابع الخبير المصري قائلاً إن ما تم زعمه حول وجود اتصال بين ترامب والسيسي جاء على ما يبدو لحفظ ماء وجه الرئيس الأميركي، الذي اندفع سريعًا وراء تصريحات لم يضع في تقديره أي رد فعل على المستوى الإقليمي في الشرق الأوسط، فجاءته النتائج كمفاجأة مذهلة.

وكانت القاهرة وعمّان قد جددتا موقفهما الرافض لأي مخططات إسرائيلية أو غيرها من أجل نقل سكان القطاع، معتبرة أنها حملة تهجير ثانية، وذلك بعد إعلان الرئيس ترامب عن نيته التحدث إلى قيادتي البلدين حول إمكانية نقل سكان غزة.

وفي هذا الشأن، أعرب وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أمس الاثنين، عن قلق بلاده إزاء محاولات التهجير التي تستهدف الشعوب في دول الجوار، مشيرًا إلى الأوضاع السياسية والإنسانية المتردية في المنطقة، بما في ذلك النزاعات والأزمات السياسية، والآثار السلبية للتغيرات المناخية.

وكان الرئيس الأميركي ترامب قد قال للصحافيين إنه ينبغي على مصر والأردن استقبال مزيد من الفلسطينيين من قطاع غزة، بعد أن تسببت الحرب الإسرائيلية في مقتل أكثر من 47 ألف فلسطيني، وتحويل معظم القطاع إلى أنقاض.

وقال ترامب عن السيسي "أتمنى أن يأخذ البعض منهم"، مضيفًا "ساعدناهم كثيرًا، وأنا متأكد من أنه سيساعدنا"، وتابع "إنها منطقة صعبة، لكنني أعتقد أنه سيفعل ذلك، وأعتقد أن ملك الأردن سيفعل ذلك أيضًا".

ونزح نحو 2.4 مليون نسمة من سكان قطاع غزة بسبب الحرب التي اندلعت جراء هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة