أطلقت حركة حماس، أمس السبت، سراح ثلاثة رهائن إسرائيليين، في حين أفرجت إسرائيل عن 183 سجيناً فلسطينياً، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار المستمر بين الطرفين، في خطوة جديدة ضمن سلسلة صفقات التبادل التي جرت في الأشهر الماضية. تمثل هذه الخطوة تطوراً مهماً في سياق الهدنة المقررة، التي تمتد على 42 يوماً منذ تنفيذها في الشهر الماضي، بعدما تمكّن هذا الاتفاق من وقف الأعمال القتالية المستمرة منذ أكثر من 15 شهراً في قطاع غزة.
وفي إطار المرحلة الأولى من الاتفاق، تعهدت حماس بالإفراج عن 33 من أصل نحو 100 رهينة ما زالوا في قبضة الحركة، مقابل إطلاق سراح أكثر من 1000 معتقل فلسطيني من قبل السلطات الإسرائيلية. ويستمر هذا التبادل في شكل صفقات مستمرة، حيث يتم الإفراج عن دفعات من السجناء والرهائن كجزء من الاتفاق الذي تم التوصل إليه.
في تفاصيل صفقة التبادل الأخيرة، تم إطلاق سراح العديد من الرهائن الإسرائيليين الذين كانوا قد تم اختطافهم في الأحداث التي اندلعت في 7 تشرين الاول 2023، وأبرز هؤلاء هو ياردن بيباس (35 عاماً)، الذي تم اختطافه مع زوجته شيري وطفليهما أريئيل وكفير من كيبوتس نير عوز. في الفيديوهات التي تم نشرها، ظهرت شيري وهي مرعوبة تحتضن أطفالها، بينما تم تصوير اختطاف زوجها، وكان مقطع الفيديو المرافق يوضح أن ياردن قد أُجبر على القول إن عائلته قُتلت في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما لم تؤكده السلطات الإسرائيلية.
من جانبه، أُطلق سراح كالديرون (54 عاماً)، الذي تم اختطافه مع طفليه من كيبوتس نير عوز في تشرين الاول 2023. بينما فقد حماته وابنة أخيه في الهجوم نفسه. عبرت عائلة كالديرون عن فرحتها وسعادتها بعودته، مؤكدين فخرهم بصبره وقدرته على البقاء على قيد الحياة خلال فترة احتجازه.
كذلك، تم إطلاق سراح الإسرائيلي الأميركي البالغ من العمر 64 عاماً، والذي تم اختطافه مع زوجته أفيفا من منزلهما في كيبوتس كفار عزة. وبالرغم من أن أفيفا تم إطلاق سراحها في تشرين الثاني 2023، فإن الزوج تم إطلاق سراحه مؤخراً بعد أن مكث 484 يوماً في الأسر. وكشفت أفيفا في تصريحات سابقة عن ظروف احتجازها وزوجها، حيث تعرضا لمعاملة قاسية من قبل الخاطفين، بما في ذلك حرمانهما من الطعام والماء لفترات طويلة.
وفي مقابل إطلاق سراح الرهائن، أفرجت إسرائيل عن 183 سجيناً فلسطينياً، تضم هذه الدفعة 111 معتقلاً من غزة، وهو أول إفراج من نوعه من قبل إسرائيل منذ بداية الهدنة. كما تم إطلاق سراح 72 سجيناً آخرين من الضفة الغربية أو غزة، الذين تم اعتقالهم قبل الحرب بتهم تتعلق بقتل إسرائيليين أو المشاركة في هجمات قاتلة.
من بين السجناء البارزين الذين تم الإفراج عنهم، كان الحلبي (47 عاماً)، مدير فرع غزة لمنظمة "World Vision"، الذي اعتقل في 2016 بتهمة تمويل حماس. كما تم الإفراج عن عموري (44 عاماً)، من مدينة جنين، الذي كان قد حُكم عليه بالسجن مدى الحياة إثر تفجير "مفترق مجيدو" في عام 2002، والذي أدى إلى مقتل 17 إسرائيلياً.
أما الزبيدي (49 عاماً)، قائد "كتائب شهداء الأقصى"، الذي كان قد هرب من سجن جلبوع في 2021، فقد تم إطلاق سراحه في هذه الصفقة. وقد هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الزبيدي بعد إطلاق سراحه، قائلاً إن أي خطأ سيؤدي إلى اعتقاله مجدداً.
من بين الأسماء البارزة أيضاً، كان عرادة (42 عاماً) ناشط في "حركة الجهاد الإسلامي"، والذي تم اعتقاله بسبب اتهامه بزرع عبوات ناسفة وارتكاب جرائم قتل. أما الطوس (67 عاماً)، الذي كان يحمل لقب أطول فترة سجن في إسرائيل، فقد تم إطلاق سراحه بعد قضائه 39 عاماً في السجون الإسرائيلية.
خلفية: يمثل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس تطوراً كبيراً في مسار النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. على الرغم من التوترات المستمرة، كانت هذه الاتفاقية بمثابة محاولة لتخفيف حدة المعاناة الإنسانية في غزة والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. وتستمر جهود الوساطة الدولية لتمديد هذه الهدنة، في وقت يسعى فيه المجتمع الدولي لضمان استدامة السلام.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News