لم يستجب الرئيس الأميركي دونالد ترامب للدعوات التي لم تتوقف منذ أن شنّ جيش إسرائيل حرباً على غزة، والتي طالبت مراراً وتكراراً بوقف الدعم العسكري لتل أبيب، وواصل منذ توليه منصبه في الرابع من كانون الثاني 2025 إرسال الأسلحة والذخائر لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية.
وتعددت أشكال هذا الدعم العسكري الذي قدمه ترامب لإسرائيل بين صفقات عسكرية جديدة والإفراج عن أسلحة كانت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قد حظرت إرسالها إلى إسرائيل.
ويأتي ذلك بينما تواجه إسرائيل محاكمات دولية لدى محكمتي العدل الدولية والجنائية الدولية، وصدرت أوامر اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الفلسطينيين في غزة.
وبدعم أميركي، ارتكبت إسرائيل، بين 7 تشرين الأول 2023 و19 كانون الثاني 2025، إبادة جماعية في قطاع غزة، خلّفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح بين الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
بعد مرور حوالي أسبوعين من دخوله البيت الأبيض، قال ترامب إنه أصدر تعليمات للجيش الأميركي برفع الحظر الذي فرضه بايدن على توريد قنابل تزن 2000 رطل لإسرائيل.
وكانت هذه الخطوة متوقعة على نطاق واسع.
وقال ترامب آنذاك للصحافيين على متن طائرة الرئاسة "إير فورس وان": "رفعنا الحظر عنها. رفعنا الحظر عنها اليوم وسيحصلون عليها. لقد دفعوا ثمنها وكانوا ينتظرونها منذ وقت طويل. كانت (تلك القنابل) في المخازن".
وعلّق بايدن تسليم تلك القنابل بسبب مخاوف من التأثير الذي قد تُحدثه على السكان المدنيين، لا سيما في مدينة رفح خلال الحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع الفلسطيني.
وخلال الحرب الإسرائيلية على غزة، أفادت تقارير عدة بأن الهجمات التي أسفرت عن مقتل مدنيين شهدت استخدام أسلحة أميركية، من بينها قنابل تزن 2000 رطل.
ويمكن لقنبلة تزن ألفي رطل أن تخترق طبقات سميكة من الخرسانة والمعادن، مما يُخلّف انفجاراً بنصف قطر واسع.
وكانت وكالة رويترز قد ذكرت العام الماضي أن إدارة بايدن أرسلت آلاف القنابل التي تزن 2000 رطل إلى إسرائيل بعد هجوم السابع من تشرين الأول 2023، الذي نفذته حركة حماس على إسرائيل، لكنها جمدت شحنة واحدة.
وعندما سُئل ترامب عن سبب رفع الحظر عن إرسال تلك القنابل، قال: "لأنهم اشتروها".
وفي وقت سابق، قال ترامب على منصة "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي: "الكثير من الأشياء التي طلبتها إسرائيل ودفعت (أموالاً) من أجلها في طريقها الآن".
نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، الجمعة 31 كانون الثاني 2024، أن إدارة ترامب تبحث إرسال 24 ألف بندقية هجومية لإسرائيل كان قد تم احتجازها بناء على أوامر من وزير الخارجية السابق، أنتوني بلينكن.
وكان بلينكن قد طلب من وزارة الخارجية عدم المضي قدماً في تلبية طلب إسرائيل، الذي يشمل ثلاث شرائح بقيمة إجمالية تبلغ 34 مليون دولار، بعدما أثار مشرعون ديمقراطيون مخاوف من أن تنتهي هذه البنادق في أيدي المستوطنين أو أن يستخدمها ضباط الشرطة الإسرائيلية في أعمال عنف غير مبررة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وحينها، طالب وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، بتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية وضم الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل.
وتشتري إسرائيل أكثر من ثلاثة أرباع البنادق المعلقة من شركة كولت.
وعلم المشرعون بأمر بيع الأسلحة بعد أن قدمت وزارة الخارجية إخطاراً غير رسمي بالبيع إلى لجنتين في الكونغرس بعد أسابيع قليلة من بدء الحرب في غزة. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الأمر أثار قلق المشرعين وبعض مسؤولي وزارة الخارجية.
وتزامن إخطار البيع مع مطالب وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي المستقيل، إيتمار بن غفير، بتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية وضم الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل.
وكان بن غفير قد صرح في تشرين الأول 2023 أنه سيزود المستوطنات بالسلاح وسينشئ ميليشيات مدنية لحماية المستوطنين.
وفي كانون الأول 2023، وافق المشرعون الديمقراطيون بشكل غير رسمي على طلب البنادق بشرط أن تقدم إسرائيل ضمانات مناسبة لاستخدامها، حسبما قال مسؤول أميركي. ثم واصل المشرعون التعبير عن مخاوفهم لبلينكن، الذي أمر في النهاية باحتجاز البنادق.
في الثامن من شباط الماضي، أفادت تقارير أن الولايات المتحدة وافقت على صفقة أسلحة لإسرائيل بقيمة 7.41 مليارات دولار.
وتزامن الإعلان عن صفقة الأسلحة الأميركية بالتزامن مع الزيارة التي قام بها نتنياهو لواشنطن لعقد اجتماعات مع ترامب ومسؤولين في الإدارة وأعضاء الكونغرس.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن الإدارة الأميركية للرئيس ترامب وافقت على بيع صواريخ وذخائر موجهة وقنابل إلى إسرائيل بمبلغ إجمالي يقدر بـ7.41 مليارات دولار.
وبموجب الصفقة، تبيع الولايات المتحدة إسرائيل حوالي 3 آلاف صاروخ من نوع "AGM-114 Hellfire"، على أن يبدأ تسليمها في العام 2028، حسب المصدر نفسه.
وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن "صفقة صواريخ هيلفاير لإسرائيل تم تقديرها بحوالي 660 مليون دولار".
فيما وافقت واشنطن أيضاً على بيع حوالي 18 ألف قنبلة للطائرات يبدأ تسليمها خلال 2025.
وأفادت الصحيفة على موقعها الإلكتروني بأن الصفقة تشمل بيع 2166 قنبلة من طراز "GBU-39"، وحوالي 13 ألف مجموعة توجيه من نوع "جدام JDAM".
وقنابل "جدام JDAM"، وهي من أكثر القنابل التي استخدمتها إسرائيل في الحرب على قطاع غزة، تحوّل القنابل غير الموجهة إلى قنابل موجهة ذكية.
وأشارت إلى بيع حوالي 17.475 قنبلة من طراز "FMU-152A/B"، في صفقة تبلغ قيمتها 6.75 مليارات دولار، على أن تصل تلك الأسلحة الإضافية بداية من العام 2025.
بحسب دراسة نشرتها جامعة براون الأميركية حول تكاليف الحرب في المنطقة، فإن الولايات المتحدة أنفقت رقماً قياسياً لا يقل عن 17.9 مليار دولار على المساعدات العسكرية لإسرائيل خلال عام فقط منذ هجوم "طوفان الأقصى"، أي من تشرين الأول 2024 وحتى تشرين الأول 2024.
فيما قال الباحثون الذين أعدوا التقرير إن 4.86 مليارات دولار إضافية ذهبت إلى تكاليف الحملة التي تقودها البحرية الأميركية ضد الحوثيين لحماية إسرائيل، والتي لا تزال مستمرة حتى الآن.
وقال الباحثون إنه على عكس المساعدات العسكرية الأميركية الموثقة علناً لأوكرانيا، كان من المستحيل الحصول على التفاصيل الكاملة لما شحنته الولايات المتحدة لإسرائيل منذ "طوفان الأقصى"، وبالتالي فإن مبلغ 17.9 مليار دولار لهذا العام هو رقم جزئي.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News