أثار تصريح أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بشأن ضرورة تنحي حركة حماس عن إدارة قطاع غزة، تفاعلاً واسعاً في الأوساط السياسية العربية والدولية، إذ وصف مستشار رئيس الإمارات، أنور قرقاش، هذا الطرح بأنه "حل عقلاني".
وفي منشور على حسابه عبر منصة "إكس" اليوم الجمعة، شدد قرقاش على أن حماس مطالَبة بتقديم مصلحة الشعب الفلسطيني على مصالحها الخاصة، معتبراً أن الدعوة التي أطلقها أبو الغيط في محلها، لا سيما في ظل تصاعد الدعوات لتهجير الفلسطينيين من القطاع. كما حمّل قرقاش حماس مسؤولية القرارات التي أدت إلى الحرب، ما تسبب بتدمير غزة وتمزيق نسيجها الاجتماعي والإنساني.
الدعوة العقلانية للأخ أحمد أبو الغيط أمين عام الجامعة العربية بتنحي حماس عن إدارة غزة في محلها، فمصلحة الشعب الفلسطيني يجب أن تتقدم على مصلحة الحركة، خاصة في ظل الدعوات لتهجير الفلسطينيين من غزة، وما ترتب على قراراتها من حرب دمرت القطاع ومزقت نسيجه الإنساني والاجتماعي.
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) February 14, 2025
وكان أبو الغيط قد صرّح في مقابلة مع قناة "العربية" أن "من مصلحة الفلسطينيين أن تتنحى حماس، وعليها أن تفكر في ذلك"، مشيراً إلى أن مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة يسعى إلى إيجاد طرح عربي مقابل. لكنه في الوقت ذاته، أكد أن الدول العربية مجمعة على رفض أي تنازل عن الأراضي الفلسطينية، والتمسك بحل الدولتين كخيار استراتيجي.
في السياق نفسه، أعلن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، يوم أمس الخميس، أن بلاده ستمنح الدول العربية فرصة لتقديم خطة بديلة بشأن غزة، بعدما قوبل مقترح ترامب بالرفض العربي القاطع.
وكان ترامب قد صرّح قبل أيام بأنه "ملتزم بشراء غزة وامتلاكها"، مشيراً إلى احتمال تخصيص أجزاء من القطاع الساحلي لدول أخرى في الشرق الأوسط للمساهمة في إعادة إعماره، لكنه لم يحدد أسماء هذه الدول. غير أنه سرعان ما تراجع عن فكرة الشراء، لكنه أبقى على مسألة "إفراغ القطاع"، زاعماً أنه سيحوّل غزة إلى "موقع جيد للتنمية المستقبلية".
وسبق للرئيس الأميركي أن طرح مراراً فكرة الاستيلاء على غزة ونقل سكانها إلى دول الجوار، من بينها مصر والأردن، رغم الرفض العلني والصريح من حكومتي البلدين. كما اقترح تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" تستقطب سكاناً من مختلف أنحاء العالم.
لكن هذا الطرح قوبل بموجة انتقادات دولية وعربية، إذ أكدت الدول العربية تمسكها بحق العودة ورفض التهجير، بينما شددت القوى الغربية الحليفة لواشنطن على ضرورة الالتزام بحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة.