"ليبانون ديبايت"
في خطوة مثيرة للقلق، دخلت مجموعة من المستوطنين إلى قبر العباد في أطراف بلدة حولا، في محاولة جديدة لربط المنطقة بمزاعم دينية تروج لها إسرائيل، وفي هذا السياق، يناقش أستاذ العلوم السياسية والعميد الركن الدكتور حسن جوني في حديث لـ"ليبانون ديبايت" الأبعاد الخطيرة لهذه الخطوة، محذرًا من نوايا الاحتلال الخفية التي تستهدف تغيير الحقائق التاريخية وتعميق الروابط الوهمية بين الاحتلال والمقامات الدينية في لبنان.
ويرى العميد جوني، أن "دخول مجموعة من المستوطنين إلى قبر العباد في أطراف بلدة حولا ليس حادثًا جديدًا، بل هو استمرار لمحاولات مستمرة من قبل المستوطنين للربط بين هذه المنطقة ومزاعم دينية لهم، فهذه الخطوة اليوم، إن كانت دينية كما يدّعي الصهاينة، هي أبعد من أن تكون ذات طابع روحي أو ديني فقط، بل تحمل في طياتها نوايا خبيثة تهدف إلى خلق رابط تاريخي عابر للحدود بين الإسرائيليين المتدينين والمقامات الدينية في المنطقة".
ويؤكد أن "الهدف من هذا الفعل هو تكريس الوجود العسكري الإسرائيلي في المنطقة، إذ يسعى الاحتلال من خلال هذه الزيارات إلى إعطاء هذا الوجود بُعدًا دينيًا، حيث يُروّج بأن الوجود العسكري في النقاط الخمس هو ما أتاح للمستوطنين القيام بواجباتهم الدينية".
ويُذكّر بأن "هذا التصرف يشبه ما حصل سابقًا عندما دخل عالم الآثار الإسرائيلي إلى قلعة شمع خلال فترة حرب لبنان، حيث لم ينتظر الاحتلال للسيطرة الكاملة على المكان ليتم السماح له بالدخول، وهو ما يعكس النية في خلق رابط بين اليهود وهذا المكان، مما يثير الشكوك بشأن محاولة نشر سرديات معينة في جنوب لبنان تمهد لتأمين مواكبة روحانية لوجود الاحتلال العسكري".
ويشدّد العميد جوني، على أن "دخول المستوطنين يشكّل جزءًا من انتهاك واسع للسيادة اللبنانية، ويندرج ضمن الخروقات الإسرائيلية لإتفاق وقف إطلاق النار"، لافتًا إلى أنه "رغم وجود لجنة المراقبة، فإن هناك شعورًا بعدم الفاعلية في ردع هذه الخروقات، ما يثير مخاوف حقيقية لدى الرأي العام اللبناني حول طبيعة الاتفاق الذي يقبل بالواقع العسكري الإسرائيلي ويسمح له بمواصلة انتهاكاته".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News