حبس أنفاس في بيروت، على خلفية القراءات الداخلية المتباينة لمضمون اتفاق وقف إطلاق النار من جهة، والضغط الأميركي لتنفيذ القرارات الدولية وتحديداً القرار 1701 لجهة الإلتزام بحصرية السلاح من جهةٍ أخرى، وهو ما ستنقله مجدداً في زيارتها المرتقبة لبيروت، نائبة المبعوث الرئاسي الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتيغاس.
وعن الخطاب الأميركي العالي السقف، يلاحظ سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة، أنه خطاب يركز على "التهديد" لتحقيق الأهداف التي تريدها إسرائيل وهي ضمان عودة مستوطنيها إلى الشمال، ولذلك فإن الضغط الإسرائيلي بالنار يتزايد، بينما تسعى واشنطن للذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك، من خلال ما يسمّيه الرئيس دونالد ترامب بمعادلة "الضغوطات القصوى".
وفي حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، يؤكد السفير طبارة "إننا في مرحلة الضغوطات القصوى الأميركية للوصول إلى حل القضية الفلسطينية من خلال التطبيع، وهذا الضغط يكون من خلال العقوبات القصوى، ولذلك فإن واشنطن تضغط على لبنان من خلال التشكيك بقدرته على تنفيذ القرار 1701 أو تفاهم وقف النار من أجل دفعه نحو التطبيع مع إسرائيل".
في المقابل وعن الموقف اللبناني الرسمي، يقول طبارة إنه يشدد دائماً على "الإلتزام بالموقف العربي، حتى أنه عندما كان لسوريا نفوذ في لبنان، كان لبنان الرسمي يؤكد أنه عندما تطبّع سوريا مع إسرائيل سيوافق على التطبيع".
ومن هنا، يتوقع طبارة أن يأتي خطاب أورتيغاس في بيروت تعبيراً عن "الضغوطات القصوى، حيث أن التشكيك بقدرات الجيش على تنفيذ قرار حصرية السلاح يندرج ضمن هذا الضغط، وسيقابله ردّ لبناني بطلب غطاء عربي قبل أي موافقة".
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت واشنطن ستواصل الضغط في ملف سلاح "حزب الله"، رغم التداعيات المحتملة على المستوى الداخلي، يكشف طبارة أن واشنطن "لن تضغط باتجاه حرب أهلية، وبالتالي فإن النتيجة ستكون تفهماً لخصوصية الحالة اللبنانية، بحيث أنه لن يتحمل أي ضغط إضافي، إنما في الوقت الحاضر فإن الضغط الأميركي سيصل إلى درجته القصوى وقد يكون شديداً ويثير المخاوف من المرحلة المقبلة، وربما يكون أقسى من النتائج".