في سياق دعمه للتفاوض المباشر مع الولايات المتحدة الأميركية، كشف الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني في تصريح جديد عن تفاصيل غير مسبوقة تتعلق بمكالمته الهاتفية مع الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما في تشرين الأول 2013. وذكر روحاني أن المكالمة تمت في اللحظات الأخيرة من زيارته إلى نيويورك، بعد محادثة مطوّلة مع المرشد الإيراني الأعلى، حسبما نقل موقع "جماران" الناطق بالفارسية.
وأوضح روحاني أن أوباما، قبل سفر الوفد الإيراني إلى نيويورك، أرسل ثلاث رسائل عبر بعثة إيران في الأمم المتحدة في نيويورك، أعرب فيها عن رغبته في لقاء الرئيس الإيراني. وأضاف روحاني، "طرحتُ الموضوع على المرشد، لكنه لم يوافق. تحدثنا كثيرًا حول ما إذا كانت المصلحة تقتضي التفاوض أم لا، وفي النهاية قدمتُ اقتراحًا قبله، لكنه قال أن من غير المرجح أن يقبل الطرف الآخر بهذه الشروط".
وتابع روحاني، الذي لم يكشف عن تفاصيل اقتراحه، أن اللقاء المباشر بينه وبين أوباما لم يتم، لكنه قرر في الساعات الأخيرة من زيارته الرد على اتصال أوباما، قائلاً: "سأوضح لاحقًا أسباب قراري هذا إذا لزم الأمر". وأوضح أن المكالمة كانت قصيرة، حيث دامت ما بين 15 إلى 20 دقيقة، تم خلالها التطرق إلى خمسة مواضيع مهمة، تم الاتفاق على اثنين منها، بينما تقرر مواصلة النقاش حول الثلاثة الأخرى في وقت لاحق.
ورغم عدم كشفه عن تفاصيل المواضيع الخمسة، وصف تلك المكالمة بأنها فتحت أجواء التفاوض، وأشاد بدور فريق التفاوض الإيراني، بقيادة محمد جواد ظريف، في دفع المحادثات النووية إلى الأمام. وقال: "لو كانت المفاوضات غير مباشرة لما كنا توصلنا إلى اتفاق، سواء خلال عامين أو حتى عشرين سنة".
وفي عام 2015، وقّع وزير خارجية حكومة روحاني، محمد جواد ظريف، بعد مفاوضات مباشرة مع وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري، ومع وزراء مجموعة "5+1"، على خطة العمل الشاملة المشتركة، المعروفة بشكل غير رسمي باسم "الاتفاق النووي الإيراني" أو "صفقة إيران"، وذلك في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما. إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحب من الاتفاق في عام 2018، واصفًا إياه بالاتفاق الأسوأ.
وفي لقاءه السنوي بمناسبة عيد النوروز، شدد روحاني مجددًا على أهمية التفاوض المباشر وعلى أعلى المستويات، قائلاً: "الأصل هو التفاوض المباشر، أما غير المباشر فهو استثناء، وكلما ارتفع مستوى التفاوض، كانت النتائج أسرع". وفي تحليله للأوضاع الإقليمية، قال: "على عكس ما يُتصوّر، الولايات المتحدة، وحتى ترامب، لا يسعيان إلى الحرب في المنطقة، ومن يسعى للحرب هو نتنياهو، وهو من يحرّض أميركا باستمرار. اليوم يجب أن نهزم نتنياهو".