أثار نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، عاصفة من الانتقادات عقب تداول صورة التقطت له داخل كنيسة سيستين في الفاتيكان، حاملاً طفله بين ذراعيه، خلال زيارته الأخيرة إلى المدينة المقدسة لمناسبة عطلة عيد الفصح، وفقًا لما أوردته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
الصورة التي أثارت جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، وُصفت من قبل معلقين بأنها تمثل "خرقًا صارخًا" لقواعد الفاتيكان، التي تحظر بشكل صارم التقاط الصور الفوتوغرافية أو الإلكترونية داخل الكنيسة، التي تُعد من أقدس المعالم المسيحية وأكثرها رمزية، خصوصًا لما تحمله من طابع ديني وفني فريد، وتاريخ يعود إلى القرن الخامس عشر.
وذكّرت الصحيفة البريطانية بأن الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ سبق أن انتشرت عام 2009 صورة التقطت لميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، داخل الكنيسة ذاتها، ما فتح آنذاك نقاشًا حول مدى الالتزام بالقواعد البروتوكولية للكرسي الرسولي من قبل الشخصيات السياسية الأجنبية.
ورغم موجة الانتقادات، لم يتضح ما إذا كان فانس قد حصل على إذن خاص لالتقاط الصورة التي التقطتها المصورة الرسمية للبيت الأبيض، إميلي هيغينز، أو أن الأمر جاء استثناءً غير معلن، علمًا بأن التصوير داخل الكنيسة يُمنع حتى على وسائل الإعلام خلال الزيارات الرسمية، في إطار الحفاظ على قدسية المكان.
زيارة فانس تزامنت مع آخر أيام حياة البابا فرنسيس، الذي التقاه لبضع دقائق يوم الأحد الماضي، ليكون بذلك آخر شخصية سياسية بارزة تحظى بلقاء مع الحبر الأعظم قبل وفاته.
وخلال اللقاء القصير، قال فانس للبابا: "أعلم أنك لم تكن تشعر بحال جيدة، لكن من الجيد رؤيتك بصحة أفضل. شكرًا لك على رؤيتي"، في مشهد وصفه مراقبون بأنه حمل طابعًا وداعيًا غير معلن.
وتوفي البابا فرنسيس، صباح الإثنين، عن عمر ناهز 88 عامًا، متأثرًا بسكتة دماغية، أنهت مسيرة دينية امتدت لأكثر من عقد على رأس الكنيسة الكاثوليكية. وقد نشر الفاتيكان عبر موقعه الرسمي صورًا للحبر الأعظم وهو مسجى داخل تابوت، واضعًا مسبحة في يده وتاجًا أبيض على رأسه، في كنيسة سانتا مارتا التي أقام فيها طوال السنوات الاثنتي عشرة الماضية.
وتحيط بجثمان البابا حراسة سويسرية تقليدية، ويُتوقع أن يُفتح المجال أمام الكرادلة وموظفي الفاتيكان لتوديع الجثمان وفقًا للبروتوكولات المتّبعة في حالة وفاة بابا الفاتيكان.
ووفق مصادر إعلامية إيطالية، يُرجّح أن تُقام مراسم الجنازة الرسمية يوم السبت، نظرًا لتزامن يوم الجمعة مع عطلة "عيد التحرير" الوطنية في إيطاليا.
تجدر الإشارة إلى أن العلاقة بين الفاتيكان والإدارة الأميركية الحالية شهدت توترات في السنوات الماضية، إذ كان البابا فرنسيس قد انتقد مرارًا سياسات الهجرة والتعامل مع اللاجئين، في انتقادات وُجهت ضمنًا إلى الرئيس دونالد ترامب، بينما يُعد فانس من أبرز المدافعين عن سياسات الترحيل الجماعي التي لطالما أثارت الجدل داخل الولايات المتحدة وخارجها.
الـــمــــزيــــــــــد
