بعد نحو عام على الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع أنظمة دفاع جوي في إيران، كشفت مصادر إسرائيلية تفاصيل جديدة.
وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" اليوم الخميس، أن إسرائيل "أضاعت فرصة تاريخية لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية بعد أن تمكنت من تحييد أنظمة الدفاع الجوي التي تحميها" العام الماضي.
ففي أبريل 2024، أطلقت إيران 180 صاروخاً باليستياً، و170 طائرة مسيّرة، وعشرات صواريخ كروز نحو الأراضي الإسرائيلية، رداً على ما اعتبرته تصعيداً مباشراً من جانب تل أبيب. وردّت إسرائيل حينها بضربة محسوبة استهدفت نظام دفاع جوي من طراز S-300 في أصفهان.
وفي أكتوبر من نفس العام، شنت طهران هجوماً آخر، لكن الرد الإسرائيلي اكتفى مجدداً بتحييد أنظمة الدفاع الجوي، دون أن يشمل المنشآت النووية، رغم توصّل القيادة الإسرائيلية بعد اجتماع ثلاثي رفيع إلى أن بإمكانها تدمير تلك المنشآت.
وأفادت المصادر أن الهجوم الإسرائيلي أدى إلى تراجع قدرة إيران على إنتاج الصواريخ الباليستية من 14 صاروخاً أسبوعياً إلى صاروخ واحد فقط.
غير أن وجود جبهات مفتوحة أخرى، مثل استمرار إطلاق حزب الله للصواريخ من جنوب لبنان، واستمرار حرب حماس في غزة مع احتجاز نحو 100 أسير إسرائيلي، ونشاط الحوثيين في اليمن، كلها عوامل دفعت إسرائيل إلى تفويت تلك "الفرصة التاريخية"، حسب ما ورد في التقرير.
واعتبر عدد من المسؤولين الإسرائيليين أن التوصل إلى وقف إطلاق نار على مختلف الجبهات يفوق في أهميته في تلك المرحلة مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، لافتين إلى أن إسرائيل تمكنت لسنوات من إعاقة البرنامج النووي الإيراني بوسائل غير مباشرة، وستتمكن من ذلك مجددًا.
وأشارت المصادر إلى أن أي اتفاق نووي متوسط الأمد قد يمنح إسرائيل وقتًا إضافيًا لتأخير البرنامج النووي الإيراني، للمرة الأولى منذ عام 2019.
وجاء هذا التقرير بعد أيام على كشف مصادر أميركية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب منع إسرائيل، قبل أكثر من أسبوع، من مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، رغم توعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.