هذا الأمر أفضى وفق مصادر بشراوية إلى جملة اعتراضات ارتكزت على رفض الترشيح الدائم لأشخاص من غير المقيمين في البلدة، لأن مشاركتهم في البلدية عادة ما تكون ضعيفة جداً، ولا يعانون من الهموم التي يعانيها المقيمون والتي تتشعب وتدخل في كل نواحي الحياة الصحية والزراعية والتربوية، وبالتالي، كما تؤكد المصادر، فإن هذه الهموم التي يعيشها المقيم تدفع به إلى التفكير بمرشحين يتلمسون وضعه بشكل مباشر، وهو يعتبر أن فرض لوائح معلبة وذات غالبية من غير المقيمين هو موضوع مرفوض، وبالنتيجة، يقدر المقيمون في بشري أن هناك من أبناء البلدة المقيمين من يتمتع بكفاءة ولديهم التجربة في الشأن العام في بشري من المفترض أن يتواجدوا في المجلس البلدي،
هذا الواقع فرض نوعاً من الحديث بين أبناء البلدة، حيث تكشف المصادر عن ترشيحات وصلت إلى النهائيات والتي يمكن أن تتبلور في لائحة واحدة تتكون في غالبيتها من المقيمين وأصحاب الخبرة والذين يعيشون هموم بشري ووجعها وتفاصيلها الدقيقة.
وقد ضجت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً بترشيح الطبيب البشراوي الدكتور يوسف طوق البيئي والطبيب، الذي يمكن وصفه بـ"بطريرك البيئيين" في لبنان، وهو قام بغرس مليون غرسة في جبال الأرز وحده مع بعض رفاقه بدون دعم من الدولة أو وزارة البيئة، وهو الطبيب الذي آثر أن يترك بلجيكا ويقرر البقاء في بشري ومداواة المرضى مجاناً.
وهذا الترشيح أرخى بموجة واسعة من الارتياح داخل البلدة، فكان الشرارة ليتحمس كثيرون ممن لهم أفضال على الحياة العامة ومن المنخرطين في العمل العام على كافة المستويات الرياضية والتربوية والسياحية، فبدأت الترشيحات تتوالى، ورغم موجة الترشيحات هذه، لم يتم الإعلان حتى الساعة، فليس محسوماً ما إذا كانوا سيستمرون مرشحين مستقلين أو ينضوون في لائحة واحدة تكون مدعومة من المجتمع الأهلي بكافة تفرعاته.
ووفق معلومات "ليبانون ديبايت"، فإن هؤلاء سيشكلون نواة لائحة، بعد أن انطلقت عملية تشاور واسعة في هذا السياق، وبشري، التي لها خصوصية تختلف عن بقية البلدات والمدن، لا يكون فيها التنافس عادة بين العائلات أو الأحزاب، بل هي تستند في الاستحقاقات الانتخابية إلى الرأي العام داخل البلدة.
ومن هذا المنطلق، يشكل ترشح الطبيب يوسف طوق مثالاً على ذلك، حيث ينظر إليه المجتمع البشراوي بأنه فوق الاصطفافات السياسية والعائلية، وهو وإن كان ينتمي إلى آل طوق وفق قيده، ولكنه لا يمكن حصره بعائلة، وقد اجتمعت بشري قاطبة على احترام هذا الرجل لما له من أفضال على الشجر والبشر .