في اليوم السادس والأربعين من العملية الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد الحوثيين، شنت المقاتلات الأميركية سلسلة غارات هي الأوسع منذ انطلاق الحملة، مستهدفة مواقع ومنصات إطلاق صواريخ ومخازن أسلحة وثكنات عسكرية في ست محافظات يمنية، في إطار التصعيد المتواصل الهادف إلى تقويض قدرات الجماعة المسلحة على تهديد الملاحة في البحر الأحمر.
وبحسب مصادر "العربية" و"الحدث"، نفذت أربع غارات على أهداف في حي النهضة ومعسكر "الفرقة الأولى مدرّع" شمال غرب العاصمة صنعاء، إضافة إلى ثلاث غارات استهدفت مقر المنطقة العسكرية المركزية في معسكر السواد جنوب المدينة. كما أفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين بتعرض صنعاء لسلسلة غارات لم تُحدد أعدادها بدقة.
وشن الطيران الأميركي سلسلة غارات على أطراف صنعاء، طالت مواقع مختلفة في مديرية بني مطر غرب العاصمة، وثكنة حوثية في مديرية همدان شمالًا. وفي منطقة صرف بمديرية بني حشيش، استهدفت غارة موقعاً يعتقد أنه يؤوي قيادات حوثية، بالإضافة إلى منصة صواريخ وعتاد حربي في موقع مستحدث في منطقة دار الحيد بمديرية الحصن.
في محافظة الجوف، سجلت 24 غارة أميركية، منها ست استهدفت مخازن أسلحة في مديرية برط العنان، بينما شهدت ساعات الليل المتأخرة أعنف موجة قصف بـ18 غارة استهدفت مواقع لإخفاء منصات إطلاق صواريخ في مديريتي الخلق والغيل، إضافة إلى المجمع الحكومي.
مصادر محلية أكدت أن التصعيد الأخير جاء بعد رصد الحوثيين وهم يطلقون صاروخاً من منطقة الغيل غرب الجوف باتجاه البحر، في عملية وصفت بأنها استفزاز جديد في سياق استهداف الممرات الملاحية الدولية.
وفي مديرية أرحب شمال صنعاء، سقط صاروخ دفاع جوي أطلقته الميليشيات باتجاه طائرة أميركية، لكنه انفجر في مزرعة قريبة من إحدى القرى، ما تسبب بأضرار لعدد من المنازل، وحالة من الذعر بين السكان، وفق ما أفادت به مصادر عسكرية يمنية.
كذلك طالت الغارات أربع مواقع حوثية في مديرية سحار بمحافظة صعدة، إضافة إلى أربع غارات على معسكر ماس في مديرية مجزر شمال مأرب. واستهدفت غارة أخرى منصة لإطلاق الصواريخ في معسكر السوادية بمحافظة البيضاء، فيما ضربت غارة شبكة اتصالات في ضواحي مدينة المحويت.
بالتوازي، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن قوات بريطانية وأميركية نفذت، الثلاثاء، عملية عسكرية مشتركة في اليمن، مؤكدة أن الغارات نُفذت بعد حلول الظلام لتقليل احتمالية وجود مدنيين، وعادت الطائرات بسلام إلى قواعدها.
ويأتي هذا التصعيد في ظل استمرار التوترات في البحر الأحمر، حيث يشن الحوثيون منذ السابع من تشرين الأول 2023 عشرات الهجمات على سفن تجارية، يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل، وذلك تزامناً مع الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة.
ومنذ 15 آذار 2025، أطلقت واشنطن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد الحوثيين، بهدف ردعهم ووقف استهدافهم للملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، وهي العملية التي ترافقت مع دعم بريطاني ومشاركة استخبارية من حلفاء آخرين.
الـــمــــزيــــــــــد
