قامت وزيرة التربية والتعليم العالي، ريما كرامي، يوم الأربعاء، بأول زيارة ميدانية تربوية لها منذ تسلمها مهامها، شملت مدرستين في مدينة طرابلس، واحدة رسمية وأخرى خاصة، في خطوة تهدف إلى مواكبة العملية التعلمية ميدانيًا، والاطلاع عن كثب على التحديات والإنجازات في المؤسسات التربوية.

استهلّت كرامي جولتها من مدرسة التربية الحديثة الرسمية للبنات في منطقة أبي سمراء، حيث كان في استقبالها رئيس المنطقة التربوية في الشمال نقولا الخوري، ومديرة المدرسة صفاء الزيلع، إلى جانب رئيس بلدية طرابلس رياض اليمق، والهيئتين الإدارية والتعليمية، ولجنة الأهل، وأكثر من 800 تلميذة.
أنشدت كرامي مع التلميذات النشيد الوطني، قبل أن تعقد لقاءً مع لجنة الأهل، استمعت خلاله إلى الهواجس المطروحة، واطلعت على آلية التعاون بين الأهل والإدارة. ثم جالت في الصفوف وتبادلت الحديث مع التلميذات، وتسلمت منهن رسومات وأعمالًا فنية، مشيدة بمستواهن العلمي والسلوكي، ومثنية على الجهد الذي تبذله الهيئة التعليمية بقيادة المديرة.
وفي قاعة المسرح، أجابت الوزيرة على أسئلة التلميذات التي عكست وعيًا ونضجًا، وشاهدت عرضًا مصورًا لخلاصات الأنشطة التي نظّمتها المدرسة، لا سيما تلك التي أحرزت فيها الطالبات جوائز علمية داخل لبنان وخارجه.
وقالت كرامي: "الوزارة تعتز بمستوى هذه المدرسة التي باتت تُعد خيارًا تربويًا محترمًا للأهالي، ونأمل أن تكون المدارس الرسمية في كل لبنان على هذا القدر من الجودة، رغم الظروف الصعبة".
بعد ذلك، انتقلت الوزيرة إلى مدرسة روضة الفيحاء، التي نشأت في صفوفها خلال سنوات الدراسة. وكان في استقبالها مدير المدرسة أحمد شاهين، ورئيس جمعية مكارم الأخلاق عبد الحميد كريمة، ورئيسة جمعية رعاية الطفل سمر زيني بركة، إلى جانب مجلس الأمناء والهيئة الإدارية.
بعد أداء النشيد الوطني من جانب كورال المدرسة، كرّمت الإدارة الوزيرة كرامي، معبّرة عن فخرها بخريجة شكلت علامة فارقة في القطاع التربوي. ثم تم استعراض المشاريع التربوية والتقنية الحديثة التي تنفذها المدرسة، لا سيما القسم الجديد المخصص لدعم التلامذة ذوي الاحتياجات الخاصة والصعوبات التعلمية.
وفي لقاء موسع مع التلامذة داخل المسرح، أجابت كرامي على أسئلتهم حول المناهج والامتحانات والتكنولوجيا التعليمية، وأكدت أن مسار تطوير المناهج التربوية مستمر في المركز التربوي، بالتعاون مع الوزارة والقطاع الخاص.
وشددت على أهمية الدور الذي تضطلع به المدرسة في تأهيل جيل واعٍ ومتمسك بهويته، وهنأت الإدارة والتلامذة بالذكرى الثمانين لتأسيس المؤسسة، قائلة: "روضة الفيحاء هي مفخرة للتعليم الخاص في لبنان".
وفي ختام الجولة، وضعت المدرسة نصبًا تذكاريًا على مدخلها يحمل اسم الوزيرة وتاريخ تخرجها منها، عربون تقدير لتلميذة تركت أثرًا لا يُمحى. كما زرعت الوزيرة شجرة في كل من المدرستين، في إشارة رمزية إلى الاستدامة والنمو التربوي المستمر.