المحلية

الأربعاء 30 نيسان 2025 - 16:41

وزير سابق يسأل ويعتب... وأين أوسمة وزراء "معاً للانقاذ"!

وزير سابق يسأل ويعتب... وأين أوسمة وزراء "معاً للانقاذ"!

كتب الوزير السابق جورج كلاّس في جردية النهار مقالاً تحت عنوان "لماذا يخافون شكر حكومة (معاً للإنقاذ)؟"


واعتبر بداية أننا نتباهى زهواً أنّ الوسام الفرنسي الرفيع للرئيس ميقاتي، هو وسامٌ تكريمي على صدرِ كلِّ مَنْ خدمَ الوطن، ومن حقّنا أن نعتبر أنّ وسام فرنسا، هو وسام لنا جميعاً، لكننا نطمحُإلى أوسمة لبنانية من رئيس لبنان.

وقال: تعلمت من مدرسة الدنيا وشاهدتُ على مدرجِ الزمن، أن قيمتين أخلاقيتين، على المرء أن يعرف معنيهما، ويحرصَ على التقيِّد بآدابهما، فيتأكّد للمُتبَخْتِر والمُستَكبِرِ أنّ كلّ ما كان عليه إليه عائد، وكل ما هو فيه بائد، إذ لا شدة إلّا وتزول، وما من مَجْدٍ إلّا وهو إلى أفول.


ولفت الى أن قيمةٌ "القَفا"، هي فنُّ حماية ظهر الصحبِ من طعنات الغدر. فيتقن الإنسان نبالة الدفاع عن صديقه وتحصينه ما استطاع إلى ذلك صبراً، إذا ما أدار الدهرُ ظهرَه لرفقةٍ وأصحابِ فضل، أو برمَتْ عقاربُ القَدَرِ عليهم بالمقلوب، استجابةً لمتغيراتٍ وتلبيةً لتعليمات وإنزالاتٍ وشراء ولاءات.


موضحاً في هذا الاطار أن ناموسُ حفظِ "القفا"، يؤبِّدُ الشخصَ أصيلاً حريصاً على الكرامات، غير آبهٍ بالتبدُّلات، فيبقى ابنَ أخلاقه وحاملاً لقيم أهله ومتعلِّقاً بالإيمانات وأميناً لكنوز الصداقات. فحمايةُ الظَهْرِ هي من أخلاقِ أهل الشرف وأصحاب النبالة.


وواسترسل بشرح قيمةُ "الوفا"، فقانونها ، ألّا ينسى الإنسان مَنْ له عليه فضلٌ، وأحلَّه في مجلسه، وكَسْرَ له على مائدته رغيفَ خبزٍ، ومنَحه ثقته من عُمْقِ القلب.


وفي مواجهة هذه الثقة رأى كلاس أن على الانسان عندها أن يجهد لأنّ يحفظ للوفاءِ له في قلبه مقدارَ صلاةٍ من الدعاءات المستجابةِ، بأن يمنَّ الله عليه بواسع خيراته وعميق بركاته ووافر الصحة. وهذا أغنى الغنى.


ووجّه الوصيةُ الأرسخُ بأنيكون الإنسان ابن وفاء، احتراماًلكرامته لذاته، وألّا يترك أحداً، مهما كان وأيّاً كان هذا الأحدُ أن يقتربَ من ظلّ صديقه للنيل من طيفه بالظلمة، ولَوْ غابتِ الشمسُ وأدمسَ الليل.


فبعد ثلاث سنوات ونصف من خدمة لبنان في حكومة "معاً للإنقاذ" وفي ظروف ظالمة ومظلمة وقاسية ومجحفة، لا يتطلع كلاّس، وفق ما كتب، إلى أن يشكرَ حكومتنا أحدٌ على ما تحملناه من ظلمٍ وصبرنا عليه من استهدافات وما أنجزناه من تقديمات باللحم الحيّ، فذلك من صلب الالتزام الوطني والواجب الدستوري الذي تعاهدنا عليه ووفينا له النذور، إذْ لا جلسة قَسَمٍ ولا رفع يدٍ، لا على كتاب مقدّس ولا على دستور ولا أمام رئيس أو هيئة دستورية، بخلاف مقام رئيس الدولة والقضاة والمحلَّفين والعسكريين.

واستغرب في هذا الإطارهذه الظاهرة غير مفهومة، فالوزير كجزء من السلطة التنفيذية لا يؤدي القسم، خصوصاً عندما تبيّن دستورياً أنه في حالة الشغور الرئاسي، تؤول بعض الصلاحيات غير اللصيقة برئيس الجمهورية إلى مجلس الوزراء مجتمعاً. متسائلاً" هل هذه سهوةٌ أم نسوَةٌ أم سقطة دستورية وماذا عن مراسيم أصدرتها حكومتنا في وضعها الدستوري الاستثنائي وأصبحت نافذة؟


 وقال: نحن ليس علينا أن نقدِّمَ جردةَ حسابٍ لأحد، و لا أن نطلب براءة ذمَّةٍ من أيِّ أحد، ولا أن نستعطفَ أحداً ولا أن نطلب رضى أحد. فما أنجزته حكومتنا في مسيرتها الدستورية ومسارها الوطني، يستحق التقدير ويستوجبُ التنويه والشكر والاحترام والاعتراف بأنّها تجاوزت قطوعاتِ متشظية وحمت البلد، وأنجزت في المال والصحة والعدل والديبلوماسية والدفاع والخدمات والصناعة والشؤون والأمن والتربية، وعلى مدى مهام الوزراء الأربعة والعشرين، والذين تحملوا في مرحلة الشغور الرئاسي الذي امتد إلى أكثر من سنتين وأربعة أشهر، أوزار وهموم ومسؤولية صلاحيات الرئيس المنتقلة دستورياً إلى مجلس الوزراء، من دون المسّ بالصلاحيات اللصيقة بفخامة الرئيس.


وسأل " أفليس من حقناتذكير الناس، كل الناس أننا عملنا من أجلهم لا لأجَلِهم؟ وأننا تسلمنا أنقاضَ مجتمع مهزوم مألومٍ مصدوم وخزينة بلا مال وشعباً بلا أمال، فجهدنا وأنقذنا وتوكلنا وسلَّمنا الأمانة، راضين ضميرنا، تكفينا نِعمتان: غفْوةُ الوسادة مَسوةً، وجرأةُ الوقفة أمامَ المرآةِ صُبحَةً.وإنّا بذلك لمجاهرون في قلب الشمس، ومحتمون بعين الله!


وعتب الوزير السابق بالقول " لكن في النفس حَزَّةٌ، ألّا يشكرَ حكومةَ "معاً للإنقاذ" على عملهاأحدٌ، ولو من شباك رفع العتب. وكأننا مخلوقات من كوكبٍ آخر… وكأننا حكومة من مجرَّةٍ ما بعد فلكية! فهل نسونا أو تناسونا، أو أنّهم خافوا أن يتذكرونا؟


ورأى ان من حقه أن يسأل: ماذا لَو كتبَ نجيب ميقاتي يومياته؟ ماذا لو أنّ دولته ذكَرَ أحداثاً وتذكَّر مواقفَ وذكَّرَ بانبطاحاتٍ وألمحَ إلى زحفاتٍ؟ هو لنْ يفعلها بالطبع.


ويطرح سؤال جدلي :"لكن ماذا لو أرادَ أيُّ وزير أن يتذكرويُذكِّرَ ويكتب ويقول بعضَ ما يعرف وما عانى؟ "


ويوجه تحية وفاء الى الرئيس ميقاتي بالقول"لكَ علينا وعلى لبنانَ الكثير يا دولة الرئيس! ويطالبه أن يحقق لوزراء حقّاً وطنياً، بأن يسعى مع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون لمنح الوزراء الأوسمة التي يستحقونها بعد خدمةٍ بين عهدين وما بينهما من شغور، إذّاكَ يستغنوا عن كلّ شكر وظواهر لفظية، لأنّ تقليد الأوسمة هو إقرارٌ بأنهم مُستحقون لتقدير دولته وثقةَ فخامة الرئيس ومحبة لبنان.


وقال:"نعم يا دولةَ الرئيس، فإمّا أن يُوشِّحونا، وإما أن يُوسِّمونا، وليس من منزلةٍ بين المنزلتين ولا خلفهما.محبتكم أرفعُ المقاماتِ يا دولة الرئيس، بأوسمةٍ أو من دونها".


ويختم متباهياً زهواً بأنّ الوسام الفرنسي الرفيع لدولة الرئيس ميقاتي، هو وسامٌ تكريمي على صدرِ كلِّ مَنْ خدمَ الوطن وأنقذه من الضياع في زمن الاختلالات والشرذمات، ومن حقّنا أن نعتبرأنّ وسام فرنسا، هو وسام لنا جميعاً، لكنّنا نطمحُ إلى أوسمة لبنانية من رئيس لبنان.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة