اقليمي ودولي

سكاي نيوز عربية
الخميس 01 أيار 2025 - 17:19 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

من جرمانا إلى صحنايا... "تسجيلٌ استفزازي" فجّر العنف بمناطق الدروز

من جرمانا إلى صحنايا... "تسجيلٌ استفزازي" فجّر العنف بمناطق الدروز

تشهد مناطق جنوب سوريا، منذ أيام، تصعيداً أمنياً خطيراً تطوّر من اشتباكات محلية في ريف دمشق إلى مواجهات مسلحة في السويداء، وسط تدخّل إسرائيلي عبر ضربات جوية استهدفت مواقع في المنطقة، في مؤشر إلى تعقيد المشهد السوري على المستويين الداخلي والإقليمي.


بدأت الشرارة الأولى للتوتر في مدينة جرمانا ذات الغالبية الدرزية، جنوب شرقي دمشق، عقب انتشار تسجيل صوتي نُسب إلى رجل درزي يتضمن إساءات للنبي محمد، ما أثار موجة غضب واسعة في أوساط مجموعات مسلّحة وفئات اجتماعية في محيط المدينة.


توافدت مجموعات مسلحة من بلدات مجاورة، أبرزها المليحة، إلى جرمانا، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات دامية مع مسلحين من داخل المدينة. وأسفرت تلك المواجهات عن استشهاد 13 شخصاً يوم الثلاثاء الماضي، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية السورية، التي وصفت الوضع بأنه "اشتباكات متقطعة بين مجموعات من المسلحين من داخل المدينة وخارجها، ونتج عنها سقوط قتلى وجرحى، بينهم عناصر من قوى الأمن".


في صباح الأربعاء، اتّسعت رقعة العنف إلى منطقة أشرفية صحنايا المجاورة، ذات الغالبية الدرزية والمسيحية. وأفادت وكالة "سانا" نقلاً عن مصدر أمني بأن مجموعات وُصفت بـ"الخارجة عن القانون" هاجمت حاجزاً تابعاً لإدارة الأمن العام مساء الثلاثاء، ما أدى إلى إصابة 3 عناصر أمن. كما استهدفت هذه المجموعات آليات مدنية وعسكرية، ما أدى إلى مقتل 6 مدنيين وجرح آخرين.


وقال علي الرفاعي، مدير العلاقات العامة في وزارة الإعلام، إن رتلًا مسلّحًا حاول العبور من أشرفية صحنايا إلى جرمانا، لكن حاجزاً أمنياً منعه، ما أدى إلى اندلاع اشتباك. وأوضح أن المهاجمين استخدموا الرشاشات الخفيفة وقذائف "آر بي جي"، واعتلوا الأبنية السكنية لاستهداف نقاط الجيش والأمن العام، ما أسفر عن استشهاد 5 عناصر من الأمن العام.


وفي تطوّر متصل، تعرضت مركبة مدنية آتية من محافظة درعا لإطلاق نار فجر الأربعاء، ما أسفر عن استشهاد 6 ركاب كانوا على متنها، وسط استمرار انتشار القوى الأمنية في المنطقة لضمان الاستقرار.


في محافظة السويداء، المعروفة بغالبيتها الدرزية وموقفها المعارض لسياسات الحكومة المركزية، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 4 مسلحين من أبناء الطائفة الدرزية قُتلوا في قرية الصورة خلال اشتباكات مع قوات مشتركة من وزارتي الدفاع والداخلية ومجموعات رديفة.


وأوردت شبكة "السويداء 24" أن مجموعة من أبناء المنطقة قتلوا في كمين على طريق دمشق - السويداء، بينما تحدثت مصادر محلية عن عشرات القتلى من أبناء الطائفة خلال الأيام الماضية.


وتأتي هذه التطورات على خلفية توترات متراكمة في السويداء، لا سيما منذ صيف 2023، حين قاد الشيخ حكمت الهجري، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، تحركاً واسعاً رفضاً لتدهور الوضع المعيشي والسياسي، وصولاً إلى مقاطعة العديد من مؤسسات الدولة. وفي كانون الثاني الماضي، أشار الهجري في مقابلة متلفزة إلى رفضه تسليم السلاح "في ظل غياب الدولة والاستقرار"، مع تأكيده ضرورة ضبط السلاح مستقبلاً.


وفي تصعيد للموقف، أصدر الشيخ الهجري، الخميس، بياناً صحافياً دعا فيه إلى تدخل دولي عاجل لحماية المدنيين في السويداء وسوريا. وقال:

"نطلب من المجتمع الدولي بكافة منظماته أن يبصر هذا التعتيم على مصابنا... نحن لسنا دعاة انفصال بل نؤمن بالدولة الفدرالية الديمقراطية التي تضمن حرية المواطن وتصون الكرامة".


وتابع الهجري أن الحكومة السورية "لم تعد تمثلنا"، متهماً إياها باستخدام "عناصر تكفيرية لتنفيذ جرائم ممنهجة بحق المدنيين"، مؤكداً أن "طلب الحماية الدولية حق مشروع لشعب يُذبح". وأضاف أن هذه المجازر "لا تحتاج إلى لجان تحقيق بل إلى تدخل فوري لقوات حفظ سلام دولية".


مع تفاقم التوترات، أفادت وسائل إعلام رسمية وشبكات محلية عن ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع في ريف دمشق خلال الأيام الماضية. وتأتي هذه الضربات في سياق السياسة الإسرائيلية المستمرة بضرب مواقع تقول إنها تابعة لإيران أو "حزب الله" في سوريا، لكنها هذه المرة وقعت على خلفية اشتباكات داخلية، ما يثير تساؤلات حول تغيّر قواعد الاشتباك واحتمال استغلال التوترات السورية لتوجيه رسائل أمنية.


بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عدد القتلى خلال أقل من 72 ساعة ارتفع إلى 74 شخصاً، بينهم عناصر أمنية ومدنيون ومسلحون دروز، وذلك نتيجة الاشتباكات التي اندلعت في جرمانا، صحنايا، وأرياف السويداء.


وأكد المرصد أن بين الضحايا 23 شخصاً قُتلوا في كمين نُصب لرتل مسلح تابع للطائفة الدرزية أثناء توجهه من السويداء إلى صحنايا، فيما قتل آخرون في مواجهات مباشرة أو عمليات إطلاق نار متفرقة.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة