مشهد مذل يعكس الواقع المرير الذي يعيشه المواطن اللبناني، أمام قسم المصادقات في وزارة الخارجية في الأشرفية، حيث يتحوّل الطابور اليومي إلى رمزٍ للفوضى واللامبالاة.
وبدل أن يصب وزير الخارجية اهتمامه على معالجة هذه الأزمة اليومية في وزارته، رأى أن الموضوع السياسي أكثر جاذبية فغرق به، بحيث بات سلاح المقاومة أهم من إنجاز معاملات الناس.
لم يعد المشهد أمام وزارة الخارجية في الأشرفية "استثنائيًا"، بل أصبح "عاديًا" ومؤلمًا، والطوابير اليومية التي تبدأ منذ السادسة صباحاً أمام قسم المصادقات تشير بوضوح إلى عدم الاكتراث الرسمي بمعاناة الناس.
شكاوى كثيرة يطلقها المراجعون أمام "ليبانون ديبايت"، فهم وفق تعبيرهم كانوا يعوّلون على هذه الحكومة أن تخلصهم من الفوضى، ولكنها في حقيقة الأمر زادت من نسبتها، ليثبت الواقع اليوم أن الأمل كان مجرد سراب.
الواقفون منذ ساعات الصباح الأولى لم يتمكنوا من إنجاز المعاملة لأن الباب أُقفل عند الوصول إليه، ولم يُنجز معاملته إلا المحظوظ منهم، وهم يأخذون على الوزير كثرة التصريحات حول سلاح المقاومة وأمور سياسية أخرى، من دون أن يحرّك ساكناً لمعالجة الأزمة اليومية على أبواب وزارته، وكأنه لا يرى إلا بعين واحدة وهو يدخلها.
ولا يُخفي البعض أن البطء في عمل الموظفين هو من يفرض هذا الواقع المؤلم، عكس ما كان يحصل عند تسلّم الوزير لمهامه، حيث لم يكن المراجعون يقضون ساعات طويلة لإنجاز معاملاتهم كما يحصل اليوم، ويدعو هؤلاء إلى النظر في حالة الناس، حيث إن الوضع الصحي لبعضهم صعب ولا يمكنه الانتظار كثيراً في الشارع، كما أن البعض يأتي من أماكن سكن بعيدة عن العاصمة ولا ينجز معاملته، فهذا الأمر غير مقبول.
ويؤكد بعضهم أنهم يخسرون أجورهم بسبب التأخر على عملهم لأن الأمور تسير ببطء شديد هنا، ويتأسف أحدهم، والذي انتظر منذ السادسة صباحاً، بأن الباب أُقفل عند وصوله ولم يعد الموظفون يستقبلون المعاملات بحجة أن وقت الدوام الرسمي قد انتهى.
من إستعراض إلى إستهتار... "طوابير الذل" أمام وزارة الخارجية!https://t.co/t8ysQjehGr pic.twitter.com/6H6lMrf4UW
— Lebanon Debate (@lebanondebate) May 2, 2025
الـــمــــزيــــــــــد
