ألمحت وزارة الخارجية الأميركية، مجددًا، يوم السبت، إلى احتمال انسحاب واشنطن من دورها كوسيط في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، في حال استمرت حالة الجمود وعدم إحراز تقدم في المفاوضات.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، إن موقف الولايات المتحدة لم يتغير بشأن دورها في الوساطة، لكنها أوضحت أنه "إذا لم يتم إحراز تقدم في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، سنعيد النظر في دورنا كوسيط".
وأكدت بروس أن بعض وسائل الإعلام "فسّرت بشكل خاطئ" هذا الموقف على أنه نية أميركية للخروج من أوكرانيا أو التخلي عن دعم عملية السلام، مشددة على أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالسعي نحو وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع.
في موازاة ذلك، أعلنت الخارجية الأميركية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب وافقت على صفقة عسكرية جديدة مع أوكرانيا بقيمة 310 ملايين دولار، تشمل تزويد القوات الجوية الأوكرانية بقطع غيار لمقاتلات "أف-16"، إضافة إلى برنامج متكامل لتدريب الطيارين الأوكرانيين على استخدام تلك المقاتلات.
وتأتي هذه الصفقة في سياق دعم بدأ سابقاً في عهد بايدن، الذي أعطى الضوء الأخضر لتزويد أوكرانيا بمقاتلات متطورة من طراز F-16 كجزء من جهود دعمها العسكري في مواجهة الغزو الروسي الذي بدأ في فبراير 2022.
وفي تصريحات متزامنة، قال نائب الرئيس الأميركي جيه. دي. فانس، لشبكة "فوكس نيوز"، إن الحرب في أوكرانيا لن تنتهي في وقت قريب، مضيفاً أن كلا الطرفين أصبح على دراية بشروط الطرف الآخر، لكن الوصول إلى اتفاق سلام ما زال بعيد المنال.
ومن جانبه، حذّر وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، من أن الولايات المتحدة قد تضطر إلى إعادة تقييم انخراطها في ملف الوساطة إذا لم تتحقق انفراجة قريبة في المحادثات. وأشار إلى أن موسكو وكييف اقتربتا من بعض النقاط، إلا أن المسافة بينهما لا تزال كبيرة، مما يُصعّب الوصول إلى اتفاق نهائي في المدى المنظور.
وأكد روبيو أن الصراع لا يمكن حله عسكريًا، موضحًا أن روسيا لا تستطيع احتلال كامل أوكرانيا، ولا تستطيع أوكرانيا دحر القوات الروسية إلى ما قبل خطوط عام 2014، في إشارة إلى شبه جزيرة القرم والمناطق الانفصالية شرق البلاد.
وأشار روبيو إلى أن إدارة ترامب تنظر أيضًا في ملفات دولية أخرى ضاغطة، أبرزها التوترات مع الصين والملف النووي الإيراني، مما يزيد من تعقيد القرار الأميركي بشأن المدى الزمني لدورها في الحرب الأوكرانية.