المحلية

الشرق القطرية
الاثنين 05 أيار 2025 - 17:25 الشرق القطرية
الشرق القطرية

سلامة: لبنان بحاجة إلى دعم قطري لمواجهة إسرائيل

سلامة: لبنان بحاجة إلى دعم قطري لمواجهة إسرائيل

أكد وزير الثقافة، غسان سلامة، في حديث له مع جريدة "الشرق القطرية"، أن موضوع الاستشراق لا يزال قائمًا على الرغم من تطوره مع الزمن، مشيرًا إلى أن الاستشراق القديم - الذي بدأ منذ زمن طويل - أخذ طابعًا عالميًا بعد صدور كتاب إدوارد سعيد عام 1972. وأوضح أن الاستشراق الحديث يختلف في وسائل التعبير عنه حيث أصبحت وسائل الاتصال الحديثة ساحة للتأثير، مما يزيد من فاعلية هذه الظاهرة.


وتحدث سلامة عن "الاستشراق الجديد" الذي لم يعد يقتصر فقط على المستشرقين التقليديين، بل أصبح يشمل مراكز الأبحاث، اللوبيات، والشركات التجارية الضخمة التي تتبنى رسائلها من خلال وسائل جديدة. وأضاف أن الاستشراق الجديد يحمل صورًا نمطية، لكنه يضيف إليها "الصورة" التي تضفي تأثيرًا كبيرًا على الرسالة النصية.


وفي حديثه عن الأسس الفكرية لهذه الظاهرة، اعتبر الوزير سلامة أن الاستشراق ليس شيئًا جديدًا، وأنه في كل مرحلة تاريخية هناك تغييرات في الأيديولوجيات الكبرى التي كانت سائدة في العالم. حيث أشار إلى أنه مع انهيار الأيديولوجيات التقليدية في نهاية القرن العشرين، مثل الشيوعية والقومية، تزايدت ظاهرة "الثقافوية" التي تعطي الثقافة دورًا أساسيًا في تشكيل الوعي السياسي، وهو ما يراه سلامة مؤثرًا على التفكير السياسي. وقال إن هذه الظاهرة تتجلى في السؤال "من أنت؟" بدلاً من "ماذا تفكر؟"، فالثقافة تأخذ الأولوية على الفكر السياسي.


وعن تراجع الأيديولوجيات في العالم العربي، أضاف سلامة: "نحن في نهاية القرن العشرين، خصوصًا مع نهاية الحرب الباردة، شهدنا تراجع الأيديولوجيات مثل الاشتراكية والشيوعية، ما أتاح المجال لتصاعد فكرة الثقافوية". وتطرق إلى تأثير هذا التحول في الحروب الأهلية، مشيرًا إلى أن الانتماء الثقافي لا يعني بالضرورة تماشيًا في الفكر بين أفراد المجتمع الواحد، فالأفكار السياسية تتعدد حتى في العائلات نفسها، كما حدث في الثورة الأهلية اليونانية، على سبيل المثال.


كما أشار سلامة إلى خطر المبالغة في دور الثقافة في تشكيل الهوية السياسية، معتبرًا أن هذا التوجه قد يقلل من قدرة الفرد على اختيار أفكاره بحرية. وقال إن "إعطاء الثقافة هذا الدور المبالغ فيه في تشكيل أفكارنا قد يكون أمرًا خطيرًا، لأنه يحجم من دور الفرد في التفكير واختيار مواقفه".


وفيما يتعلق بمواقف لبنان السياسية، أكد سلامة على ضرورة الدعم الدبلوماسي من الدول العربية وخاصة من قطر، في مواجهة التحديات الكبرى التي يواجهها لبنان، ومنها الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى حاجة لبنان للمساعدة في مجالات عدة منها التنمية الاقتصادية والاستثمارية. كما تحدث عن التحديات السياسية التي يواجهها لبنان في ظل التطورات المستمرة في المنطقة.


وعن الحرب الأخيرة على غزة، أبدى سلامة استياءه من "ازدواجية المعايير" التي تتعامل بها القوى الغربية مع إسرائيل، معتبرًا أن ما يجري من جرائم في غزة يتعدى مجرد ازدواجية المعايير ليصبح "انعدامًا لها". وأكد على ضرورة أن تتحرك الدول العربية بشكل أقوى لدعم الشعب الفلسطيني في محنته.


وفي ختام حديثه، حذر وزير الثقافة من "استمرار أزمة الثقة والتصادم بين القوى الكبرى" في العالم، مؤكّدًا أن ذلك يؤثر سلبًا على النظام الدولي، خاصة في ظل تعطيل عمل مجلس الأمن، مشيرًا إلى تداعيات هذه الأزمة على الدول الصغيرة مثل لبنان.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة