وصل جميع الكرادلة المؤهلين لانتخاب بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية إلى العاصمة الإيطالية روما، وذلك قبيل انطلاق المجمع المغلق المرتقب يوم الأربعاء في كنيسة سيستين، لاختيار خليفة للبابا فرنسيس، الذي توفي الإثنين الماضي عن عمر ناهز 88 عامًا.
ويشارك في عملية الاقتراع 133 كاردينالاً من كبار الشخصيات الكاثوليكية حول العالم، يمثلون مختلف القارات والطوائف، حيث سيبدأون صباح الأربعاء عملية التصويت لاختيار رأس جديد للكنيسة الكاثوليكية، التي تُعد من أكبر المؤسسات الدينية في العالم، ويبلغ عدد أتباعها نحو 1.4 مليار مؤمن.
وكان البابا فرنسيس قد قاد الكنيسة منذ آذار 2013، واعتُبر من أبرز دعاة الإصلاح والانفتاح داخل الفاتيكان، حيث ركّز على قضايا العدالة الاجتماعية، البيئة، والحوار بين الأديان، كما تبنّى خطابًا أكثر تعاطفًا مع الفقراء والمهمّشين. وقد جاءت وفاته بعد صراع طويل مع المرض، وأعلنت دولة الفاتيكان الحداد الرسمي منذ أيام، وسط مراسم تكريم واسعة.
وقال الكاردينال جان بول فيسكو، رئيس أساقفة الجزائر، لدى وصوله للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية المعروفة باسم "التجمع العام": "أنا مطمئن. أنا متأكد من أننا سنمنح الكنيسة بابا جيدًا". وأشار إلى أن أجواء من التفاؤل تسود بين الكرادلة، مضيفًا أن المجال بات أكثر انفتاحًا أمام المرشحين مقارنة بالأيام الأولى من وصولهم إلى روما.
وشدّد فيسكو على أن الكنيسة بحاجة إلى "راعٍ قادر على تمثيل قيم الإنجيل والدفاع عن السلام"، في وقت يشهد فيه العالم أزمات أخلاقية وسياسية وإنسانية متصاعدة.
ويُعد الكاردينال بيترو بارولين، أمين سر دولة الفاتيكان، أي الرجل الثاني في الكنيسة، أبرز المرشحين لتولي المنصب، إلا أن مصادر كنسية أفادت بوجود أكثر من عشرة مرشحين قيد النقاش، بعضهم من خارج أوروبا، ما يعكس التعددية الجغرافية والديمغرافية التي باتت تطبع الكنيسة الحديثة.
وخلال المجمع المغلق، تُفرض سرية تامة على المشاركين، حيث يُمنع عليهم استخدام وسائل الاتصال أو التواصل مع العالم الخارجي إلى حين التوصل إلى توافق يُفضي إلى انتخاب بابا جديد بأغلبية الثلثين.
ومن المقرر أن يعقد الكرادلة اجتماعًا نهائيًا يوم غد الثلاثاء، لوضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات، وسيُسمح أيضًا للكرادلة الذين تجاوزوا سن الثمانين – والذين لم يعودوا مؤهلين للمشاركة في الاقتراع – بحضور هذا الاجتماع بصفة شرفية، تكريمًا لدورهم في خدمة الكنيسة.