استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، النائب نديم الجميل على رأس وفد، حيث جرى البحث في الأوضاع السياسية والانتخابية العامة، وخصوصًا ما يتعلق ببيروت في ظل التحضيرات الجارية للانتخابات البلدية المقبلة.
وبعد اللقاء، صرّح الجميل قائلاً: "وضعنا سماحته بكافة الأجواء التي يمر بها البلد، لا سيما في ما يتعلق بالمعركة الانتخابية المرتقبة في بيروت. تحدثنا عن الأوضاع العامة التي تمر بها العاصمة، والتي نعتبرها ليست فقط مدينة كبرى أو مركزاً إدارياً، بل تمثّل هوية وطنية جامعة لكل اللبنانيين".
وأضاف: "نحن نمرّ اليوم بتحدٍّ كبير، ما يرتّب علينا جميعًا مسؤوليات مضاعفة. من هنا نؤكد أولاً على دور المناصفة وعلى أهمية الشراكة الحقيقية بين جميع مكونات العاصمة، من دون أي استثناء. لا نريد أن تنعكس الأزمات المتتالية في البلاد على بيروت، بل نريد أن تكون بيروت متفوقة، صامدة، وفوق كل هذه التحديات".
وتابع الجميل مؤكّدًا أن "المحافظة على الميثاقية أمر أساسي، وهو ما تركه لنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إذ كرّس المناصفة كقاعدة وطنية تضمن التوازن والاستقرار. هناك الكثير من الحديث اليوم عن الصلاحيات مقابل التمثيل، أو عن تعديل موازين القوى داخل بلدية بيروت، ولكن هذا الموضوع لا يُعالج برفع السقوف الطائفية، ولا عبر الشعارات الشعبوية. نحن نؤكد التزامنا الكامل بأن تُعالج هذه المسائل بهدوء، وبحوار صريح، وبعد الانتخابات البلدية".
وأكد الجميل أنه "يتعهد أمام جميع اللبنانيين، وخاصةً أبناء بيروت، بالمحافظة على الميثاقية، والعمل على معالجة ملف بلدية بيروت من منطلق وطني جامع، يرتكز إلى التمثيل المتوازن والصلاحيات العادلة، بمعزل عن المزايدات الطائفية".
وفي سياق متصل، أشار إلى أن "هناك من يراهن على تعديل المعادلة داخل بلدية بيروت، بما قد يغيّر من التوازن السياسي في العاصمة. لكننا نرفض أي خطوة من هذا النوع تُفرض قسرًا، ونؤمن بأن أي إصلاح يجب أن يتمّ بالحوار والمسؤولية الوطنية، وليس بالتصعيد والتأزيم".
وختم الجميل داعيًا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام إلى "التعامل بجدية مع ملف العاصمة، وإعطائه الأهمية التي يستحقها، لأن بيروت ليست فقط مدينة، بل قلب الوطن وهويته السياسية والرمزية".
وفي سياق منفصل، استقبل المفتي دريان أيضًا عميد اتحاد جمعيات العائلات البيروتية محمد الأمين عيتاني، الذي عرض معه الأوضاع العامة، لا سيما القضايا البيروتية الاجتماعية والمعيشية والإنمائية، في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه سكان العاصمة، والحاجة إلى دعم دائم من المؤسسات الدينية والوطنية لمساعدة العائلات البيروتية والحفاظ على النسيج الاجتماعي للمدينة.
الـــمــــزيــــــــــد
