أعلن الجيش الهندي أن نظيره الباكستاني قصف بالمدفعية مناطق في الشطر الهندي من كشمير بعيد ضربات صاروخية هندية مساء أمس الثلاثاء، قالت نيودلهي إنها استهدفت "بنى تحتية للمسلحين" في باكستان، ردًا على هجوم وقع في الشطر الهندي من كشمير يوم 22 نيسان الماضي.
وقال الجيش الهندي في بيان على منصة "إكس" إن "باكستان انتهكت مرة جديدة اتفاق وقف إطلاق النار بقصفها المدفعي لقطاعي بيمبر غالي وبونش راجوري" في الشطر الهندي من كشمير، مضيفًا أنه "رد بشكل مناسب ومدروس".
من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الباكستاني إن "رده سيكون حازمًا وشاملًا" على الهجوم الصاروخي الهندي الذي استهدف مواقع في باكستان مساء الثلاثاء، مؤكدًا استشهاد 3 أشخاص على الأقل وإصابة 12 آخرين.
وفي وقت لاحق، نقلت رويترز عن متحدث عسكري باكستاني أن 8 باكستانيين استشهدوا وأُصيب 35، وفُقد 2 جراء القصف الهندي.
وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني إن مسجدين على الأقل استُهدفا في الهجوم الهندي، في حين نقلت رويترز عن مسؤول إقليمي باكستاني إعلان حالة الطوارئ في إقليم البنجاب.
ونقلت وكالة رويترز عن الشرطة أن قصفًا عنيفًا بين القوات الهندية والباكستانية وقع في 3 مواقع عبر الحدود في كشمير، كما نقل التلفزيون الباكستاني عن مسؤولين أمنيين أن قوات باكستان الجوية أسقطت مقاتلتين هنديتين وأخرى مسيّرة.
وقال متحدث عسكري باكستاني لرويترز إن "الطائرات الهندية التي أسقطناها 3 من طراز رافال وواحدة سو-30 وواحدة ميغ-29". وتحدث مسؤول هندي لرويترز عن تحطم طائرة حربية هندية في الشطر الهندي من كشمير ونقل طيار مصاب إلى المستشفى.
ونقل التلفزيون الباكستاني عن مصدر عسكري أنه تم تدمير كتيبة مشاة تابعة للجيش الهندي، وأن الرد الباكستاني على الاعتداءات الهندية التي وقعت على مرحلتين مستمر.
كما نقلت رويترز عن مسؤول في الشرطة الهندية أن القصف عبر معظم خط وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان في كشمير مستمر، كما نقلت عن شركة "سبايس جيت" الهندية للطيران أنه "تم إغلاق مطارات في أجزاء من شمال البلاد بسبب الوضع الراهن".
وفي وقت سابق، أفاد مراسل الجزيرة بأن 3 صواريخ هندية استهدفت مواقع في إقليمي كشمير والبنجاب، مشيرًا إلى أن أحد الصواريخ استهدف المطار القديم في مظفر آباد في الشطر الواقع تحت السيطرة الباكستانية من إقليم كشمير.
ونقلت رويترز عن الجيش الهندي "نرد على نحو متناسب وبطريقة مدروسة على انتهاك باكستان وقف إطلاق النار"، مضيفًا أن "باكستان تنتهك مجددًا الاتفاق في منطقة بونش-راجوري".
وفي السياق، قالت سفارة الهند في واشنطن إن لدى دلهي "معلومات موثوقة تشير بوضوح لتورط مسلحين متمركزين في باكستان في هجوم كشمير" الشهر الماضي، وإن "مستشار الأمن القومي الهندي تحدث بعد الضربات مباشرة مع وزير الخارجية الأميركي".
في المقابل، نقلت الوكالة ذاتها عن وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف أن الهند أطلقت صواريخ من مجالها الجوي، وأن "ادعاء الهند أنها استهدفت معسكرات للمسلحين كاذب". وقال الوزير إن جميع الأهداف التي ضربتها الهند مناطق مدنية وليست معسكرات للمسلحين.
في إسلام آباد، قال رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف إن "الشعب والجيش يعرفان كيف يواجهان العدو ولن نسمح له أبدًا بتحقيق أهدافه الخبيثة"، مضيفًا أن "الأمة بأكملها تقف إلى جانب قواتنا المسلحة ومعنويات شعبنا في أعلى درجاتها".
وقال شريف "لدينا كامل الحق في الرد بقوة على العدوان العسكري من جانب الهند"، مؤكدًا أن "العدو شن هجومًا جبانًا على 5 مواقع في باكستان ويجري الرد عليه بكل قوة".
بدورها، قالت وزارة الخارجية الباكستانية إنها "تدين بشدة أفعال الهند" التي "انتهكت سيادة باكستان باستخدام أسلحة بعيدة المدى من داخل المجال الجوي الهندي".
وفي واشنطن، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إنه يتابع الوضع بين الهند وباكستان عن كثب وسيواصل العمل مع القيادتين للتوصل إلى حل سلمي.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن روبيو تحدث مع نظيريه الهندي والباكستاني وحث الطرفين على إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة، وعلى خفض التصعيد.
كما نقلت رويترز عن متحدث باسم الأمم المتحدة أن أمينها العام أنطونيو غوتيريش دعا لأقصى درجات ضبط النفس العسكري بين الهند وباكستان، وأنه "يشعر بقلق بالغ إزاء عمليات الهند العسكرية عبر خط المراقبة والحدود الدولية".