كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، نقلاً عن مصادر مطلعة ومسؤولين إيرانيين، أن طهران اتخذت خطوات مباشرة لوقف استهداف الحوثيين للسفن الأميركية في البحر الأحمر، في إطار جهود أوسع لخفض التصعيد والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ووفقًا للتقرير، فإن إيران استخدمت نفوذها على جماعة الحوثي—المدعومة منها—لحثها على التوقف عن شن هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ على السفن الأميركية والإسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وذلك ضمن تحرك دبلوماسي متكامل لاحتواء التوتر الإقليمي.
وتأتي هذه الجهود بعد أشهر من التصعيد، حيث أعلن الحوثيون مرارًا أن استهدافهم للملاحة الدولية يأتي ردًا على الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وتضامنًا مع الشعب الفلسطيني، بحسب تصريحات سابقة للجماعة.
وفي تطور لافت، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، إن الحوثيين "استسلموا"، وطلبوا من واشنطن وقف الغارات الجوية التي تنفذها ضدهم، مشيرًا إلى أن "القصف الأميركي سيتوقف فورًا". وجاءت تصريحاته خلال استقباله رئيس الوزراء الكندي مارك كارني في المكتب البيضاوي، حيث أضاف: "قال الحوثيون إنهم لا يريدون القتال بعد الآن".
وأكد ترامب أن واشنطن مستعدة لوقف عمليات القصف ضد الحوثيين في اليمن، بعد أن وافقت الجماعة المتحالفة مع إيران على وقف تعطيل ممرات الشحن الحيوية في الشرق الأوسط.
بدورها، وصفت وزارة الخارجية الأميركية الاتفاق المرتقب بأنه "اختبار لجدية الحوثيين"، مؤكدة أن "الحكم سيكون على الأفعال لا الأقوال"، مشيرة إلى أن الحوثيين أبلغوا واشنطن—عبر سلطنة عمان—برغبتهم في وقف إطلاق النار والتصعيد العسكري.
وفي السياق ذاته، أعلنت سلطنة عمان، الثلاثاء، عن توصل الولايات المتحدة وجماعة الحوثي إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار، يشمل وقف الهجمات الحوثية على السفن الأميركية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وقال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إن الاتفاق تم التوصل إليه "عقب مناقشات واتصالات مكثفة أجرتها سلطنة عمان مع كل من الولايات المتحدة والسلطات المعنية في صنعاء"، موضحًا أن الاتفاق ينص على "عدم استهداف أي من الطرفين للآخر مستقبلاً، بما في ذلك السفن الأميركية".