أفادت مصادر "العربية"، اليوم الأربعاء، بأنه يجري العمل حاليًا على بلورة مقترح جديد بشأن غزة خلال الساعات المقبلة، تحت ضغوط أميركية متزايدة، يتضمن فتح ممرات إنسانية آمنة داخل القطاع، إلى جانب إنشاء نقاط توزيع خاصة بالمساعدات الغذائية والطبية.
ووفق المصادر، فإن المقترح يأتي في إطار تحرك دبلوماسي عاجل يقوده الوسطاء، ومن المقرر استكمال صياغته قبيل الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، حيث تسعى واشنطن إلى دفع جهود تخفيف الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.
كما كشفت المصادر عن مشاورات جارية لجعل الولايات المتحدة الجهة المسؤولة عن إدخال المساعدات وتوزيعها داخل القطاع، في ظل رفض الوسطاء الإقليميين—ومنهم مصر وقطر—لإسناد هذه المهمة إلى إسرائيل، لما لذلك من حساسية سياسية ومخاطر على مصداقية العملية الإنسانية.
في سياق متصل، أصدرت مصر وقطر بيانًا مشتركًا، الأربعاء، أكّدتا فيه استمرار جهودهما الوسيطة من أجل وقف التدهور الإنساني الخطير في قطاع غزة. وجاء في البيان، الذي نقلته وكالة "رويترز"، أن الجهود "مستمرة ومتسقة، وتستند إلى رؤية موحدة" تهدف إلى إنهاء "الأزمة الإنسانية غير المسبوقة" في القطاع.
وأشار البيان إلى أن القاهرة والدوحة تنسقان عن كثب مع الولايات المتحدة الأميركية، سعيًا إلى التوصل لاتفاق شامل يضع حدًا للمأساة الإنسانية، ويضمن حماية المدنيين من تداعيات العمليات العسكرية المستمرة.
وتأتي هذه التطورات وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والتي دخلت شهرها الثامن، وأسفرت عن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا بين قتيل وجريح، وتدمير واسع للبنية التحتية، مما فاقم الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق.
وتُشكّل قضية إدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية إحدى أكبر العقبات في جهود التهدئة، إذ يشهد القطاع نقصًا حادًا في الغذاء والمياه والدواء، وتهجيرًا قسريًا لمئات الآلاف من المدنيين، في ظل شروط معقدة ومعوقات ميدانية من جانب الاحتلال الإسرائيلي.
ويُنتظر أن يُناقش المقترح الجديد خلال اجتماعات إقليمية ودولية قادمة، قد تشكّل فرصة لإعادة إطلاق مسار تهدئة فعلي، في ظل الضغوط الشعبية والدولية المتصاعدة لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات دون قيود.