نفى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الجمعة، صحة الصور التي نشرت أمس بشأن العثور على منشأة نووية غير معروفة شمالي إيران، معتبراً أنها جزء من "حملة ممنهجة" لتعطيل مسار المحادثات النووية بين طهران وواشنطن.
وقال عراقجي في تغريدة عبر منصة "إكس": "مع استئناف المحادثات بين إيران والولايات المتحدة، يتم نشر المزيد من صور الأقمار الاصطناعية لإثارة المخاوف والبلبلة". واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مباشرةً بالسعي إلى إفشال الجهود الدبلوماسية، قائلاً: "لم يعد لديه أي مصداقية، وهو يواصل الآن مساعيه لفرض إملاءاته على ترامب".
وأشار عراقجي إلى أنّ "الصور الفضائية المثيرة للقلق تُنشر بشكل روتيني، كما لو كانت جزءاً من عقارب ساعة، كلما اقترب موعد استئناف الحوار النووي"، مذكّراً بتغريدة سابقة له في 24 نيسان الماضي، عندما ظهرت تقارير عن منشأة نووية جديدة جنوب نطنز، واتهم فيها إسرائيل بمحاولات ممنهجة لتعطيل المحادثات النووية الجارية آنذاك.
ويأتي هذا النفي بعد أن نشرت قناة "فوكس نيوز"، أمس الخميس، صوراً التُقطت عبر الأقمار الاصطناعية، لما قالت إنها منشأة نووية سرّية تقع شمالي إيران. وفي السياق نفسه، أشار "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" إلى معلومات استخباراتية مصدرها الداخل الإيراني، تفيد بوجود مجمع شاسع يمتد على نحو 2500 فدان. وأوضح المجلس أن الغرض الرئيسي من الموقع هو استخراج "التريتيوم"، وهو نظير مشع يُستخدم لزيادة القدرة التفجيرية للأسلحة النووية.
ووفقاً للمجلس، يُعرف الموقع باسم "رينبو" (قوس قزح)، ويعمل تحت غطاء شركة الكيماويات "ديبا إينرجي سيبا"، منذ أكثر من عقد من الزمن. وأشار الخبراء إلى أن التريتيوم لا يكاد يُستخدم في التطبيقات السلمية أو التجارية، على عكس اليورانيوم.
ويأتي هذا التطور في وقت حساس، إذ تستعد الولايات المتحدة وإيران لعقد الجولة الرابعة من محادثاتهما غير المباشرة، يوم الأحد المقبل في سلطنة عمان، بوساطة عمانية ودعم أوروبي، وذلك بعد ثلاث جولات وصفت بالإيجابية عقدت اثنتان منها في مسقط وواحدة في روما.
ويرأس الوفد الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، فيما يقود الجانب الأميركي مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً متصاعداً، على وقع الحرب الإسرائيلية المستمرة في غزة، والقلق المتزايد من اتساع دائرة التصعيد.
وتعد هذه المحادثات إحدى المسارات النادرة المتبقية بين الجانبين الأميركي والإيراني منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني الماضي، وسط مؤشرات متضاربة بشأن مدى إمكان الوصول إلى اتفاق جديد يُنهي الأزمة النووية المستمرة منذ أعوام.