المحلية

فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت
السبت 10 أيار 2025 - 08:16 ليبانون ديبايت
فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت

"القوات" رأس حربة لقيام دولة تحتكر السلاح

"القوات" رأس حربة لقيام دولة تحتكر السلاح

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد


في قراءة هادئة لنتائج الإنتخابات البلدية والاختيارية، رأى مصدر نيابي قواتي أن أهمية هذه النتائج تكمن في التالي:


ـ الأهمية الأولى لهذه الإنتخابات تكمن في حصولها في موعدها المقرّر، لأن أسوأ ما شهده لبنان بعد الإحتلال السوري تمثّل في الضرب الممنهج للإستحقاقات الرئاسية والنيابية والبلدية والإختيارية، وذلك بهدف إيصال رسالة واضحة للبنانيين مفادها أنّ مركز القرار هو خارج المؤسّسات لا داخلها، وفي حقبتي الإحتلال السوري والسيطرة الإيرانية بواسطة "حزب الله" كان الهدف تيئيس الناس بتصوير الإنتخابات خطوة شكلية عاجزة عن إعادة تمكين الدولة من الإمساك بقرارها.


ـ الأهمية الثانية للجولة الأولى من هذه الإنتخابات تكمن في الأجواء الديمقراطية التي سادتها وتخلّلتها، فالقاعدة كانت السلاسة والمشادات شكّلت الإستثناء، وهذا أمر بديهي في منافسة محلية في أصغر حيِّز انتخابي، وما حصل يؤشّر إلى وعي سياسي ثبّت أنّ الإنتخابات محطة للتغيير، والتغيير يجب ألّا يشكل مناسبة للفرز إنما للجمع، وهذا تحديداً ما ركّز عليه رئيس "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع في يوم الإنتخابات، بقوله: "أتمنى على جميع اللبنانيين أن تكون الإنتخابات البلدية والإختيارية عرساً ديموقراطياً، وأن تُخاض بروحية رياضية المنافسة فيها ليس لتصفية الحسابات، إنما لتطوير العمل داخل البلدات، وأن تكون عامل توحيد لا انقسام، وأن يهنئ الخاسر الفائز بعد انتهاء هذه العملية، وأن تعود الحياة إلى طبيعتها المعتادة."


ـ الأهمية الثالثة لهذه الإنتخابات في جولتها الأولى في جبل لبنان، حيث مركز الثقل المسيحي، أظهرت أنّ المزاج السياسي العام استعاد خطه التاريخي المؤمن بالدولة واحتكارها وحدها للسلاح والحياد والسيادة، والمسألة هنا لا تتعلّق بأعداد البلديات التي فاز بها كل فريق، إنما بوجود مناخ مسيحي عام مؤيد لسياسات "القوات" وتوجّهاتها الوطنية. فالبيئة المسيحية هي تعدّدية بتكوينها التاريخي، وكيف بالحري مع انتخابات بلدية تتداخل فيها العوامل العائلية بقوة، ولكن الخلاصة التي خرجت من الصناديق أكدت المؤكد، وهو أنّ المزاج الشعبي المسيحي استعاد أولوياته التاريخية والمبدئية والدولتية والقيمية والوطنية، وبالتالي، لم يعد التنافس على الفوز في هذه البلدية أو تلك هو الأساس، طالما أنّ هذا المزاج استعاد وضعيته التكاملية مع "القوات اللبنانية"، وهذا عدا عن أن "القوات" حقّقت انتصارات كبرى في بلديات جبل لبنان، إلى جانب الفوز الكاسح في بلديات جونية والجديدة ـ البوشرية ـ السد وجبيل وغيرها من البلديات في هذه المحافظة.


ـ الأهمية الرابعة للإنتخابات البلدية والإختيارية تكمن في حصولها في ظل وعي كبير وغير مسبوق، وهو أنّ المدخل الإلزامي للإنماء يكمن في اللامركزية الموسّعة، فلا إنماء ولا تطوير ولا تحديث ما لم يتم الإنتقال من النظام المركزي إلى اللامركزي، ومن حال دون ذلك كان هدفه إلحاق لبنان بإيران، حيث يسهل عليه السيطرة المركزية للسيطرة على لبنان كله.


ـ الأهمية الخامسة لهذه الانتخابات هي أنّها تحصل في عهد جديد يريد ترك بصمة بيضاء، وتحقيق الإنتقال من لبنان الساحة إلى لبنان الوطن، كما تحصل في ظلّ بيئة لبنانية وإقليمية تراجع فيها المحور التخريبي للإستقرار، وبالتالي، تحصل في المناخ الذي يمكِّن الدولة بمؤسّساتها كلها وصولاً إلى البلديات من زرع الخير والأمل لمستقبل لبنان واللبنانيين.


وختم المصدر بالقول: إن ما يهمّ "القوات" يكمن في حصول الإنتخابات في موعدها بعيداً عن التمديد بحجج واهية وساقطة، وما يهمّها حصول هذه الإنتخابات بأجواء من المنافسة الديمقراطية حرصاً على الوحدة والوفاق داخل القرى والبلدات، وما يهمّها هو أن هذا التنوّع الذي أظهرته دليل غنى، وما يهمّها أخيراً أن المزاج العام يتحرّك تحت سقف الخط المسيحي التاريخي الذي شكّلت "القوات اللبنانية" رأس حربته لجهة قيام دولة فعلية تحتكر وحدها السلاح، وتعيد مدّ الجسور مع الدول العربية والغربية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة