وسط جهود دولية متصاعدة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها في منطقة العملية العسكرية الخاصة تواصل التقيد التام بوقف إطلاق النار في أوكرانيا، وذلك تماشياً مع قرار القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية، ولأسباب إنسانية بمناسبة الذكرى السنوية الـ80 للنصر.
وجاء في بيان رسمي صدر اليوم السبت، أن وحدات القوات الروسية، اعتباراً من الساعة 00:00 من يوم 8 أيار، لا تزال في مواقعها على الحدود، وفي المواقع التي انسحبت منها سابقاً، وتلتزم بشكل كامل بوقف إطلاق النار.
في المقابل، أكدت الوزارة الروسية نفسها أن مجموعة قوات "الشرق" نجحت في تحييد نحو 130 جندياً أوكرانياً، إضافة إلى تدمير مركبتين قتاليتين مدرعتين.
في الأثناء، أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية استعدادها لوقف النار لمدة 30 يوماً، بدءاً من يوم الإثنين، في خطوة تشير إلى مرونة متزايدة من قبل كييف.
وأضافت الخارجية الأوكرانية أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أجرى اتصالاً مشتركاً مع قادة بريطانيا، ألمانيا وفرنسا، من العاصمة كييف، حيث بحثوا سوياً مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقترح الهدنة.
وكان الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قد أعرب عن أمل موسكو بأن تسهم الوساطة الأميركية بقيادة ترامب في دفع كييف نحو إبداء قدر أكبر من "المرونة والحكمة السياسية" في سبيل تسوية النزاع.
وقال بيسكوف، في مقابلة مع قناة "إيه بي سي نيوز": "نأمل أن تساعدنا وساطة الولايات المتحدة والرئيس دونالد ترامب في إقناع نظام كييف بالمزيد من المرونة، والمزيد من الإرادة السياسية والحكمة".
يُذكر أن ترامب كان قد دعا يوم الخميس الماضي، في 8 أيار 2025، إلى وقف إطلاق نار "غير مشروط" بين روسيا وأوكرانيا لمدة شهر، ملوّحاً بفرض عقوبات على الجهة التي قد تنتهك الهدنة.
وقد رحّبت كييف بالمبادرة، معتبرة أنها تمثل "مؤشراً جدياً على نية الروس في الانخراط بعملية السلام"، في حين لم تقدّم موسكو ردها الرسمي بعد، مع العلم أن الكرملين كان قد رفض في وقت سابق مقترح هدنة مماثلة لمدة 30 يوماً من الجانب الأميركي، مشيراً إلى أن مثل هذه الهدنة تتطلب "شروطاً إضافية".