اقليمي ودولي

الجزيرة
السبت 10 أيار 2025 - 16:28 الجزيرة
الجزيرة

"لم تعد تحتل الأولوية"... ترامب "باع إسرائيل"!

"لم تعد تحتل الأولوية"... ترامب "باع إسرائيل"!

رأى الكاتب الإسرائيلي أورييل داسكال، في مقال نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "باع إسرائيل" لصالح مصالح اقتصادية وصفقات تكتيكية مع جماعة أنصار الله (الحوثيين)، وربما لاحقاً مع إيران، في إطار سعيه لتجنب أزمة اقتصادية داخلية تهدد ولايته الرئاسية الثانية.


وبحسب داسكال، فإن التفاهم الأخير الذي توصل إليه ترامب مع الحوثيين، والذي قضى بوقف الهجمات على السفن الأميركية والسماح بمرور الشحن التجاري قرب مضيق باب المندب، مثّل نقطة تحوّل مفصلية في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، عكست حجم خيبة الأمل الإسرائيلية من إدارة ترامب، التي اختارت، وفق تعبيره، التخلي عن التزاماتها تجاه إسرائيل حين اقتضت مصلحتها ذلك.


وأشار الكاتب إلى أن التقدير السائد في الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية يعتبر أن ترامب "ألقى بإسرائيل تحت عجلات الحافلة"، ليس فقط بسبب الخلافات المتزايدة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بل لأن إسرائيل لم تعد تحتل الأولوية في الحسابات الأميركية الجديدة، وتحولت إلى "ورقة تفاوض" قابلة للتجاهل.


كما رأى أن ترامب بات يعتبر استقرار أسعار النفط أولوية استراتيجية كبرى، في ظل مؤشرات على أزمة اقتصادية خانقة في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي ربما لا يتردد لاحقاً في توقيع اتفاق نووي مع إيران، يسمح لها باستخدام الطاقة النووية المدنية، إذا كان ذلك سيحقق هدفه في خفض أسعار الوقود وتجنب الركود.


ويستند الكاتب إلى أرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي، تتوقع تباطؤ النمو الاقتصادي الأميركي إلى 1.8% في عام 2025، مقارنة بنمو أعلى تحققه الصين رغم التحديات، وهو ما يدفع إدارة ترامب، وفق المقال، إلى البحث عن حلول مباشرة كتأمين طرق التجارة وخفض أسعار الطاقة، حتى وإن كان ذلك على حساب الحلفاء التقليديين كإسرائيل.


وحذر داسكال من أن هذا التوجه الأميركي قد يكون بداية تراجع دور إسرائيل في الحسابات الاستراتيجية الأميركية، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، حيث باتت دول النفط والغاز قادرة على تقديم حوافز مغرية لواشنطن تتجاوز ما يمكن أن تقدمه تل أبيب.


وأضاف أن هذه التحولات لا تقتصر على السياسة الشرق أوسطية، بل تشمل أيضاً النظام الاقتصادي العالمي الذي قادته الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية، وهو الآن مهدد من قبل قوى صاعدة كالصين وروسيا والهند ودول "البريكس"، التي تعمل على تجاوز الاعتماد على الدولار في التجارة الدولية.


وفي هذا السياق، ذكّر الكاتب بتصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي حذر مؤخراً من أن العالم يتجه نحو بناء اقتصاد بديل لا يعتمد على الدولار، مما قد يقوّض قدرة الولايات المتحدة على فرض العقوبات كما اعتادت طوال العقود الماضية.


واعتبر داسكال أن العلاقة الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة لم تكن مبنية فقط على المصالح العسكرية، بل على "القيم الديمقراطية المشتركة"، والتي وفّرت لإسرائيل دعماً سياسياً وعسكرياً استثنائياً، مثل منظومة "السهم" الدفاعية، والتفوق الجوي الإسرائيلي المدعوم أميركياً.


لكنّه رأى أن هذا الأساس بات مهدداً اليوم، لأن ترامب لم يعد يبالي بهذه القيم أو التحالفات التاريخية، بل بات يسعى لتحقيق أرباح سياسية واقتصادية سريعة، حتى وإن كان الثمن هو الإضرار بمكانة إسرائيل الاستراتيجية أو إخراجها من المعادلة الجيوسياسية التي لطالما كانت طرفاً محورياً فيها.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة