الخبير الاقتصادي وعضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أنيس أبو دياب، يوضح في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، أن "هذا القرار تاريخي ومهم على مستوى المنطقة، ويُتوقّع أن يُحدث فارقًا حقيقيًا في المشهد اللبناني، خصوصًا في الملفات التي ترتبط بشكل مباشر بالواقع السوري".
تخفيف ضغط النزوح
ويبدأ أبو دياب من ملف النزوح السوري، مؤكدًا أن "رفع العقوبات يفتح الباب أمام إعادة إعمار سوريا، ما يعني خلق فرص عمل جديدة داخل الأراضي السورية، وبالتالي تراجع أسباب اللجوء الاقتصادي نحو لبنان".
ويقول: "لبنان اليوم يستضيف نحو مليون ونصف نازح سوري، من بينهم حوالي 600 و700 ألف عامل ينافسون اليد العاملة اللبنانية، وبالتالي فإن عودة قسم منهم إلى سوريا تخفف من الضغط على سوق العمل والبنية التحتية".
تغيّرات في حركة التجارة والسفر
أما على المستوى المالي والنقدي، فيشير أبو دياب إلى أن "رفع العقوبات قد يُنهي الحاجة السورية لبعض الخدمات غير الرسمية التي كانت تمر عبر لبنان، بما في ذلك استخدام مطار بيروت للسفر، ما يعني انخفاضًا في حركة العبور عبر المطار، لكنه يُقابَل بأثر إيجابي محتمل يتمثّل بعودة السائحين العرب إلى لبنان في ظل استقرار أمني أكبر في سوريا".
كما يرى أن "ضبط الحدود نتيجة التحسن الأمني المرتقب سيساهم في تقليص عمليات التهريب بين البلدين، وهي إحدى المشكلات المزمنة التي استنزفت الاقتصاد اللبناني في السنوات الماضية".
ويؤكد أن"الشركات اللبنانية تقف اليوم أمام فرصة جدية للدخول في مشاريع إعادة إعمار سوريا، بعدما كانت تخشى من عقوبات "قانون قيصر". ويقول: "هناك شركات تنتظر هذه اللحظة، ونحن كان لدينا تجربة ناجحة سابقًا في القطاع المصرفي اللبناني داخل سوريا، وإذا جرى إصلاح فعلي في النظام المصرفي اللبناني، يمكن أن تعود الاستثمارات المشتركة بين البلدين في هذا المجال الحيوي".
الكهرباء والغاز: المشروع المجمّد يعود
ويلفت أبو دياب إلى مشروع جرّ الكهرباء والغاز من مصر والأردن إلى لبنان عبر سوريا، وهو مشروع بقي معطّلاً بسبب العقوبات، ويُتوقع، وفق تقديره، أن "تُستأنف هذه العملية بعد رفع القيود، مما سيساهم في تحسين وضع الكهرباء والطاقة في لبنان، وهو ملف بالغ الأهمية في ظل أزمة الطاقة المستمرة".
وفي الختام، يرى أبو دياب أن "لبنان قد يكون من أبرز المستفيدين اقتصاديًا من القرار الأميركي، شريطة أن يواكب هذه التطورات بتحضير بيئته القانونية والاقتصادية للاستفادة القصوى من الانفتاح الإقليمي المنتظر".
الـــمــــزيــــــــــد
