"ليبانون ديبايت"
قال الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي: "نحن نعيش في زمن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وقد شكّلت قمة الرياض محطة تاريخية على المستويات العربية والخليجية والإقليمية والدولية، وكان للبنان حضور، ولو عبر إشارات محدودة في خطاب الرئيس ترامب".
وأضاف: "ما قاله ترامب يستحق التوقف عنده، ولا يجوز تجاهله، فهو مطّلع بدقة على تفاصيل الوضع اللبناني، من خلال كبار مستشاريه، ومعظمهم من أصول لبنانية، لا سيما السيد مسعد بولس، الذي أطلعه على كل جوانب المشهد اللبناني".
وأشار العريضي إلى أن "لبنان بات اليوم تحت رعاية خارجية، وتحديدًا سعودية، حيث ترعى الرياض الملفات اللبنانية على مختلف الأصعدة: السياسية، الرئاسية، النيابية، البلدية، الاقتصادية والمالية. وهذا ما سنلمسه في المرحلة المقبلة، خاصةً بعد رفع الحظر الإماراتي، والدعم القطري للجيش اللبناني والقطاع الصحي، وصولًا إلى إعادة تأهيل مستشفى الكرنتينا الحكومي الجامعي".
وتابع: "وديع العبسي، المقرّب من دولة الكويت، أكد أن الكويت عائدة بقوة إلى لبنان، وأن عددًا كبيرًا من الكويتيين سيقضون فصل الصيف في ربوع البلد. كما وعد أمير الكويت رئيس الجمهورية جوزاف عون استعداده لزيارة لبنان، مؤكدًا أن الكويت ستبقى إلى جانب لبنان في السراء والضراء".
وأضاف: “رئيس الجمهورية تلقى دعمًا كويتيًا غير مسبوق، ما يشير إلى أننا أمام مرحلة جديدة يعود فيها لبنان إلى الحضن الخليجي. وقد بدأت بالفعل أعمال ترميم منازل وممتلكات تعود لأمراء وشيوخ خليجيين من دول مجلس التعاون، ما يبشّر بصيف واعد وعودة تدريجية إلى عهد الازدهار، والأمن، والاستقرار”.
وأكد العريضي أن "لبنان بدأ مسار بناء الدولة بعد سنوات من الفساد والسمسرات وترهّل مؤسساتها، ويظهر ذلك من خلال الجهود التي يبذلها وزير الأشغال فايز رسامني لتحديث وتطوير مطار بيروت، بالإضافة إلى الإجراءات الأمنية التي تنفذها الأجهزة المعنية من جيش وأمن عام وجمارك وغيرها".
وشدّد على أن "اللبنانيين مقبلون على مرحلة مختلفة تمامًا عن السابق، بعدما دمّرت الأحزاب الدولة وأفلست خزينتها. نحن اليوم على أعتاب مرحلة قد تكون مصدر فخر لكل اللبنانيين، بدعم دولي غير مسبوق، إذ من المرتقب أن تعود الموفدة الأميركية مورغن أورتاغوس إلى بيروت حاملة نتائج جولة الرئيس الأميركي ولقاءاته في السعودية والخليج".
وعن الوضع الأمني، قال العريضي: "الجيش اللبناني بات يمسك بزمام الأمور في الجنوب ومختلف المناطق، وهو تطور لم نشهده منذ الستينيات والسبعينيات، بعدما كانت السيطرة لجهات وتنظيمات متعددة، من فلسطينية إلى أصولية وصولًا إلى حزب الله. اليوم، انتهى زمن التعددية المسلحة، وبدأنا نقترب من دولة مركزية بجيش واحد".
أما بشأن انتخابات بيروت البلدية والاختيارية، فقد عبّر العريضي عن استغرابه من "التحالفات الحزبية غير المسبوقة، إذ اجتمعت أحزاب اليمين واليسار والأرمن في لائحة واحدة، رغم الخلافات والصراعات السابقة بينهم، فقط لمواجهة لائحة مدعومة من النائب نبيل بدر، الذي يتمتع بتمثيل قوي في العاصمة".
وختم بالقول: "اللائحة التي يدعمها النائب بدر تضم شخصيات من أصحاب العلم والكفاءة والنزاهة، ما يُبشّر بانتخابات بلدية غير مسبوقة في بيروت، التي تحتاج فعلًا إلى نهضة إنمائية شاملة، لتعود كما كانت: قبلة الأنظار ومركز الحياة السياسية والاقتصادية في لبنان".