نتنياهو متمسّك بخيار الحرب الدائمة!

قالت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيعقد اليوم الخميس مشاورات أمنية لبحث مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية في الدوحة، وذلك وسط تصعيد ميداني متواصل.

واتهمت حماس، نتنياهو، بعدم الاكتراث بمصير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وبتعمّد إطالة أمد الحرب.

وأوضحت الهيئة أن نتنياهو سيناقش مع قادة المؤسسة الأمنية في إسرائيل مسار المفاوضات المستمرة في الدوحة، وإمكانية توسيع العمليات العسكرية في غزة. وتأتي هذه التطورات في ظل تقارير عن ضغوط أميركية تُمارس على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى.

وكان نتنياهو قد أوفد وفدًا تفاوضيًا إلى العاصمة القطرية، وسط تأكيدات بأن المباحثات دخلت مرحلة "حاسمة". وفي هذا السياق، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي كبير، أن إسرائيل لن تُنهي الحرب إذا لم تُلبَّ جميع مطالبها.

وقالت القناة إن الإدارة الأميركية قدّمت عدة تصورات محتملة للاتفاق، من بينها سيناريو يقضي باتفاق جزئي لا يتضمن إنهاء الحرب في المرحلة الأولى. لكن الحكومة الإسرائيلية ترفض حتى الآن إنهاء العمليات العسكرية، ملوّحة بشنّ هجمات أوسع نطاقًا في حال فشل المفاوضات.

وكانت إسرائيل قد استأنفت العمليات العسكرية على غزة في 18 آذار الماضي، بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في كانون الثاني الماضي.

وقد انطلقت الجولة الجديدة من مفاوضات الدوحة بمشاركة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ووفد إسرائيلي، بينما تُشارك حركة حماس بشكل غير مباشر.

وبحسب مصادر لقناة "الجزيرة"، التقى ويتكوف مع الوفد الإسرائيلي أمس في جلسة استمرت نحو ساعتين، بحضور مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون الرهائن آدم بولر.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن ويتكوف يسعى إلى إقناع نتنياهو بتوسيع صلاحيات الوفد الإسرائيلي المفاوض، كما يدرس مقترحات جديدة للإفراج التدريجي عن الأسرى الإسرائيليين، بهدف تحفيز الأطراف المعنية على التوصل إلى اتفاق ووقف القتال.

وبحسب الصحيفة، تصرّ إسرائيل على أن نهاية الحرب مشروطة بإعادة جميع المحتجزين، واستسلام حركة حماس، وتجريدها من السلاح، إضافة إلى ترحيل قادتها.

وتُقدّر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن عدد المحتجزين المتبقين في غزة يبلغ 58 شخصًا، يُعتقد أن 24 منهم لا يزالون على قيد الحياة.

وكان ويتكوف قد زار تل أبيب أول من أمس، برفقة آدم بولر، والتقى عائلات الأسرى الإسرائيليين، حيث دعا نتنياهو إلى اغتنام الفرصة بعد الإفراج عن الأسير عيدان ألكسندر.

في المقابل، قالت حركة حماس في بيان عبر قناتها على "تليغرام" اليوم الخميس، إن إسرائيل تُقابل جهود الوسطاء بتصعيد عسكري، وإن نتنياهو لا يُبدي أي اهتمام بمصير أسراه، ويواصل السعي نحو حرب لا تنتهي.

وشدّدت الحركة على أن الحكومة الإسرائيلية تُوظف التفاوض كأداة لشراء الوقت، بينما تواصل قصف المدنيين وفرض المزيد من المعاناة على الفلسطينيين. واعتبرت أن رفض إسرائيل وقف العدوان وتجاهل جهود الوسطاء يُظهر نيتها مواصلة الحرب مهما كلف الثمن.