خاص ليبانون ديبايت

ليبانون ديبايت
الجمعة 16 أيار 2025 - 13:47 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

واشنطن تُمسك بالورقة السورية… وتُجهّز لبنان لتغيير سياسي أو ديموغرافي!

واشنطن تُمسك بالورقة السورية… وتُجهّز لبنان لتغيير سياسي أو ديموغرافي!

"ليبانون ديبايت"

مع استمرار الضغوط الأميركية على لبنان لسحب سلاح المقاومة، فيما تغضّ النظر عما تقوم به إسرائيل ومنع لبنان من حقه في رفض بقاء السوريين على أرضه، يتأكد بما لا يقبل الشك أن المخطط كبير في المنطقة. فماذا تريد الولايات المتحدة من لبنان؟ وما السيناريو الذي ينتظرنا؟

يرى الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد، في حديث إلى موقع "ليبانون ديبايت"، أن المواقف الأميركية ليست بجديدة، وقد عبّروا عنها في أكثر من مناسبة، وهم يرفعون من منسوب الضغط على لبنان، ولكنهم يتغاضون عن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة. لذلك، يعتبر أنه أمام الظروف الموجودة حالياً، وفي ظل تغير موازين القوى، من الطبيعي أن تسعى إسرائيل والولايات المتحدة إلى تحصيل ما لم يستطيعا تحقيقه بالحرب من المقاومة.


ويتوقّع أن تستمر الضغوطات الأميركية، التي يمكن أن تشمل لبنان والمقاومة والمؤسسات الرسمية، فنصبح أمام معادلة: إما تسليم سلاح المقاومة بالشروط الأميركية والإسرائيلية، أو بقاء لبنان غارقاً في أزماته ولا إمكانية لإعادة الإعمار، وسط أزمة حقيقية يتحمّل الجزء الأكبر منها الجنوبيون.


وبرأيه، يجب أن ننتظر انتهاء الضغط مع اعتماد حل شامل للمنطقة، والذي يقضي حتماً بنزع سلاح المقاومة، الذي هو جزء من الأهداف.


ويغمز من هنا إلى موضوع النازحين السوريين، حيث لم تتحرك أميركا لحله بعد أن زالت الأسباب الموجبة لبقائهم في لبنان، فيما لا يستمر تمويل بقائهم في لبنان، بما يشي بأن المطلوب من بقاء النازحين ليس فقط استنزاف لبنان ماليًا واجتماعيًا، بل تحضيرهم لدور وظيفي في أي تسوية قادمة، سواء كان ذلك عبر مواجهات داخلية، أو كقاعدة لإحداث تغيير ديموغرافي ممنهج يغيّر هوية لبنان وتركيبته الاجتماعية والسياسية. قد يُستخدم بعضهم لاحقًا في مشاريع أمنية أو حتى كغطاء لتغيير هوية الدولة.


ويُنبّه إلى أنه في ظل العهد الجديد، كان هناك تجاوب كبير مع الرغبات الأميركية، ولكن لم يحظَ هذا العهد بدعم جدّي من الولايات المتحدة الأميركية للحكومة ولرئيس الجمهورية اللذين يُعتبران من أصدقائها ويحترمان توجّهاتها.


ويشدّد على أن الدولة اليوم تحتاج إلى دعم حقيقي، ولكن دفعها إلى الذهاب للمواجهة مع المقاومة، فهذا يعني أننا سندخل في مشكلة جديدة لن تأتي بالخير على لبنان.


ويُكرّر أبو زيد: "ما أشيع سابقاً عن كلام حازم من العواصم الغربية للمسؤولين اللبنانيين، لا سيما المسيحيين منهم، بعدم التطرق إلى ضرورة إخراج النازحين من لبنان، لأنهم بكل بساطة يشكّلون القنبلة الموقوتة التي قد يفجّرونها بعد أن تتبلور التسوية المنتظرة للمنطقة، فإما يذهبون بهم إلى مواجهة مع حزب الله مع تجنيد أكثر من مئة ألف نازح، أو إبقائهم في لبنان ليغيّروا به وجه لبنان وهويته، أو فرزهم في إطار مشروع تقسيمي كبير للبنان."


ويلفت إلى أن السوري هو أيضاً ضحية، لأن مدّه بمبلغ من الدولارات لقاء بقائه في لبنان هو أمر لن يرفضه أحد، لأنه يستطيع أن يعيش بكل راحة. موضحاً أنه لو كان هناك توجّه جدّي لإعادتهم، لتم ذلك منذ فترة طويلة عند تغيير النظام.


لكنه يُبرّر للبنان الرسمي عدم الضغط بهذا الاتجاه، بأنه لا يملك القدرة على إعادتهم بالقوة، فمواقف رئيس الجمهورية واضحة في هذا الاتجاه، حتى إن لبنان حاول إعادة النازحين المقيمين في المخيمات، إلا أنه لم ينجح، لأن الأمر يحتاج إلى إمكانيات للجيش ليست متوفّرة.


لذلك، يرى أبو زيد أن الحل الوحيد هو أن يكون اللبنانيون متحدين، فإذا كانت التوجهات إيجابية يمكنهم المساعدة في إنجازها، أما إذا كانت سلبية فسيتمكنون معاً من مواجهتها، لأن التشرذم الحاصل سيؤدي بنا إلى خسارة لبنان.


تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة