"ليبانون ديبايت"
في ظل غياب تيار "المستقبل"عن الانتخابات البلدية في بيروت، برز موقف لافت للنائب نبيل بدر، الذي يسعى إلى توريط التيار الأزرق وزعيمه الرئيس سعد الحريري، عبر الإيحاء بأن جمهور "المستقبل" سيدعم لائحته الانتخابية "بيروت بتحبك" التي تضم تحالفات مثيرة للجدل، بينها الجماعة الإسلامية.
وفي حديث إعلامي، قال بدر ان جمهور "تيار المستقبل" لا يمكن أن يصوّت للائحة لا تملك حضوراً في الشارع البيروتي، وبالتالي فإن الخيار المنطقي أمامه هو دعم لائحة كبيروت بتحبك". كلام بدر هو محاولة "للتذاكي" وخلق انطباع بأن الحريري وتياره يقفان ضمناً إلى جانبه، رغم أن التيار لم يُعلن دعمه لأي جهة في هذه المعركة البلدية.
إن خطورة هذا الطرح لا تكمن فقط في استغلال اسم الحريري وتياره، بل في التداعيات التي قد تترتب على مستوى العلاقة مع المملكة العربية السعودية، الحليف التقليدي لسعد الحريري، والتي تتخذ موقفاً واضحاً من الجماعة الإسلامية وتنظيم "الإخوان المسلمين".
وفي هذا السياق، تُطرح تساؤلات جدية، هل يقبل الحريري أن يُتحدث باسمه في معركة لا يشارك فيها؟ وهل يرضى أن يُزج جمهوره في تحالفات سياسية قد تزيد من تعقيد علاقته مع المملكة، في وقت لا يزال فيه يحافظ على مسافة حذرة من السجالات الداخلية؟
إن ما يقوم به نبيل بدر يُعتبر انتهازاً سياسياً، هدفه تعزيز شرعية لائحته من خلال استمالة جمهور تيار المستقبل، الذي لا يزال رقماً أساسياً في المعادلة البيروتية. لذلك يحاول بدر بناء شرعية شعبية لا يملكها من خلال نسب التأييد له إلى قاعدة سياسية صامتة وغير مشاركة في الانتخابات.
حتى الآن، لم يصدر أي موقف رسمي عن الرئيس سعد الحريري أو قيادة "تيار المستقبل"، ما يُبقي الباب مفتوحاً أمام التأويلات والتسريبات. لكن الصمت، في السياسة، لا يُفسَّر دائماً كقبول. فهل يخرج الحريري عن صمته ليضع النقاط على الحروف، أم يترك من يدّعي تمثيله يغرق في تناقضاته؟