أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي هامانه، في مقابلة مع قناة "الميادين" اليوم الاثنين، أنّ التناقض في المواقف الأميركية إزاء المحادثات الثنائية مع طهران يُضعف فرص التوصل إلى نتائج ملموسة، ويطيل أمد التفاوض، ويؤدي إلى تآكل الثقة.
وقال بقائي إنّه "لا يمكن إيصال هذا المسار من المحادثات إلى نتيجة في ظل تغيّر المواقف وتناقضها"، مشيرًا إلى أن "البيئة التي تُصاغ فيها هذه الحوارات تخلو من الثقة المتبادلة، ما يجعل النجاح السياسي والدبلوماسي أمرًا صعبًا للغاية".
وأضاف، "نحن نتفاوض في ظل عقوبات أميركية لا تزال قائمة منذ عقود، وتهديدات مستمرة، وهذا لا يترك مجالًا للاطمئنان أو بناء الثقة مع الجانب الأميركي".
وفي إطار حديثه عن الأطراف المؤثرة على القرار الأميركي، رأى بقائي أنّ "أيّ مراقب محايد بإمكانه أن يلحظ أنّ المشرّعين الأميركيين يخضعون بشكل متزايد لضغوط تيارات متشددة، لا تؤمن بالدبلوماسية، بل تدفع نحو التصعيد".
وشدّد على أن "النواة الأساسية لهذا التيار هي إسرائيل، التي لا تؤمن بأي طريقة للسلام أو المحادثات، وتسعى إلى إبقاء المنطقة في حالة حرب دائمة".
وكانت إيران قد اتهمت مراراً "إسرائيل" بلعب دور تخريبي في المحادثات النووية، سواء عبر التحريض في واشنطن، أو عبر تنفيذ عمليات أمنية واستخباراتية داخل الأراضي الإيرانية، كما حصل في حالات اغتيال علماء نوويين أو استهداف منشآت استراتيجية.
وحول شروط الولايات المتحدة في ملف تخصيب اليورانيوم، أشار بقائي إلى أنّ إيران "لا يمكنها فهم النية الأميركية من فرض شرط تصفير التخصيب"، معتبرًا أنّ هذا الطرح "لا يتماشى مع الحق السيادي للدول في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية".
على صعيد العلاقات الإقليمية، شدّد بقائي على أنّ طهران تولي أهمية قصوى لتوطيد التعاون مع دول الجوار، مؤكدًا أن "الأمن الإقليمي بالنسبة لإيران مسألة استراتيجية".
وقال إنّ بلاده تؤمن بأنّ المنطقة القوية لا يمكن أن تنهض إلا من خلال دول قوية، متصالحة ومتحابة فيما بينها، لافتًا إلى أنّ إيران "تمد يدها إلى جميع جيرانها"، في إشارة ضمنية إلى رغبة في تطبيع العلاقات وتعزيز الحوار الثنائي والإقليمي.
وتأتي هذه التصريحات في ظل حراك سياسي إقليمي متزايد عقب توقيع اتفاق تطبيع بين إيران والسعودية في آذار 2023 برعاية صينية، ما فتح الباب أمام تهدئة محتملة في ملفات متعددة، من اليمن إلى العراق وسوريا.