اقليمي ودولي

سكاي نيوز عربية
الخميس 22 أيار 2025 - 07:28 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

بعد زيلينسكي... ضحيةٌ جديدة لـ"فخ المكتب البيضاوي"

بعد زيلينسكي... ضحيةٌ جديدة لـ"فخ المكتب البيضاوي"

في مشهد بدا وكأنه معدّ بعناية لإحداث تأثير درامي، خطف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأضواء مجددًا في المكتب البيضاوي، امس الأربعاء، عندما حوّل زيارة رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوسا إلى ما وصفه مراقبون بـ"فخ جيوسياسي جديد" نُصب أمام عدسات التلفزيون.


فخلال الاجتماع الذي كان يُفترض أن يشكّل مناسبة لإعادة ضبط العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا، باغت ترامب ضيفه باتهامات تتعلق بـ"الإبادة الجماعية ضد البيض" في بلاده، مستعرضًا أمامه تقارير إعلامية ومقاطع مصوّرة يُزعم أنها توثّق قتل جماعي واستيلاء على الأراضي بحق الأقليّة البيضاء في جنوب إفريقيا.


وبحسب وكالة "رويترز"، بدا واضحًا أن إدارة ترامب رتّبت المشهد لتحقيق أقصى قدر من التأثير الإعلامي، في خطوة تعيد إلى الأذهان زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في شباط الماضي، والتي تحوّلت أيضًا إلى ساحة مواجهة سياسية صاخبة.


وأكد مراقبون أن هذا النمط من التعاطي مع الزعماء الأجانب يُعبّر عن استعداد ترامب لاستخدام هيبة المكتب البيضاوي ليس فقط لتكريم ضيوفه، بل أحيانًا لإحراجهم سياسيًا وإعلاميًا، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بدول غير مصنّفة ضمن القوى الكبرى أو تلك التي تتقاطع مع أولوياته الأيديولوجية.


وكان من المقرر أن يشكّل الاجتماع فرصة لإزالة التوتر الذي تصاعد منذ فرض ترامب رسومًا جمركية على بعض صادرات جنوب إفريقيا، إلى جانب الجدل الذي أثارته تصريحاته السابقة حول "إبادة البيض" والتي أثارت انتقادات من داخل الكونغرس الأميركي ومنظمات حقوقية دولية.


وأفادت "رويترز" أن الرئيس رامابوسا، وعلى الرغم من تحضّره للرد، لم يكن يتوقّع عرضًا مسرحيًا من هذا النوع، إذ بدا هادئًا ومتيقظًا، مكتفيًا بتفنيد المزاعم بهدوء من دون الدخول في مواجهة مباشرة مع الرئيس الأميركي.


وفي لحظة طريفة أطلقها رامابوسا، قال مازحًا: "أنا آسف، ليس لدي طائرة أقدمها لك"، في إشارة واضحة إلى الطائرة الفاخرة التي قُدمت لترامب من قبل قطر كبديل لطائرة "آير فورس وان".


حتى لحظة إعداد الخبر، لم يصدر أي تعليق من البيت الأبيض بشأن ما إذا كان الاجتماع قد تم ترتيبه عمدًا لإحراج رامابوسا أو ما إذا كانت مثل هذه المقاربات قد تُقلق القادة الأجانب وتثنيهم عن زيارة واشنطن مستقبلًا.


ويُذكر أن اللقاء مع رامابوسا لم يصل إلى مستوى التوتر والانفجار الذي شهده اللقاء الشهير بين ترامب والرئيس الأوكراني زيلينسكي، حين تحوّل إلى ساحة مواجهة مع نائب الرئيس جيه. دي. فانس، ما أثار آنذاك موجة من الانتقادات الدبلوماسية والإعلامية.


هذا النمط الجديد من اللقاءات، حيث تُستَغل مناسبات دبلوماسية لإرسال رسائل أيديولوجية أو الضغط الإعلامي، يطرح تساؤلات حقيقية حول مستقبل الدبلوماسية الأميركية التقليدية في عهد ترامب، خصوصًا في ظل اشتداد التنافس الدولي مع قوى مثل الصين وروسيا التي تسعى لتعزيز نفوذها في إفريقيا والعالم الجنوبي.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة