وفي إطار الإستعدادات لهذا الإستحقاق على مستوى مدينة صيدا، يركِّز النائب الدكتور عبد الرحمن البزري في حديث ل"ليبانون ديبايت"، على الخصوصية التي يعيشها الجنوب وأهله، والتي تعيشها محافظة النبطية أيضاً، ومن هنا، فإن هذه الإنتخابات تكتسب أهمية تظهر مقدار تعلّق اللبنانيين بديمقراطيتهم وبحقهم في الإقتراع رغم الظروف الصعبة والخطر الذي يتهدّدهم".
وعن التحالفات ذات الطابع السياسي التي تشهدها المنافسات بين اللوائح، ومدى طغيان السياسة على "العائلية" في المدينة، يرفض النائب البزري، أن تكون التحالفات مستندة فقط إلى السياسة، معتبراً أن "الطابع العائلي أيضاً بمفرده غير كافٍ من أجل تحقيق الأهداف الموضوعة للعمل البلدي، وبالتالي، فمن الضروري عدم الإعتماد فقط على التحالفات السياسية، كونها ستأخذ صيدا إلى مواجهة سياسية أو إلى محاصصة، وبالتالي، فإن المطلوب هو التركيز على الكفاءات وليس على الإنتماءات السياسية أو حجم العائلات، لأن الهدف الأول والأخير، هو العمل لتحقيق المصلحة العامة في المدينة واختيار الكفوئين والجديرين والمؤهلين لخدمة المدينة والصيداويين، وهذه الفئة هي التي تحظى بدعمنا وبدعم غالبية عاصمة الجنوب".
ويلاحظ البزري، أن "صيدا تعيش عرساً ديمقراطياً حقيقياً يتمثّل بتعدّد المرشحين وبتعدّد اللوائح، وبوجود وجوه شابة تمتلك طاقات كبيرة سواء في اختصاصاتها أم في رغبتها الحقيقية في مساعدة مدينتها والنهوض بها، وتجدر الإشارة إلى أن الصيداويين قد عانوا من تراجع مستوى الخدمات البلدية لسنوات عديدة، وكذلك عانوا أيضاً مما يسمى وجود بعض الهيمنة السياسية على المرافق البلدية، فهنالك رغبة واضحة لدى العديد من الصيداويين، وخصوصاً لدى الشباب منهم، بأن يختبروا مرحلة جديدة من العمل البلدي تعيد للمدينة حسن إدارتها وتعالج المشاكل المزمنة التي تواجهها مدينة صيدا، ولا سيّما المشاكل البيئية ومشكلة جمع النفايات ومعالجتها بوجود جبال نفايات جديدة وتراكمها في المدينة، إضافة إلى مشكلة تلوّث الشواطئ ومشكلة تنظيم المدينة والفوضى التي تعمّ شوارعها وانخفاض مستوى الخدمات البلدية".
وعن المنافسة وتعدد اللوائح، يشير البزري، إلى أن "بعضها مدعوم سياسياً بشكل واضح، وبعضها الآخر لديه مساحة واسعة من الإستقلالية، إضافةً إلى الدور البارز للمرأة في عملية الترشّح والمشاركة في التنافس البلدي الديمقراطي، وبالتالي، فإن ما يميّز هذه الإنتخابات البلدية يتمثل بوجود عناصر شابة جديدة تطمح في عمل بلدي حقيقي متجدّد يتماشى مع تطوّرات العصر، إضافة إلى وجود العنصر النسائي بشكل كبير، وهو ما يدل على حيوية المجتمع الصيداوي نساءً ورجالاً على مختلف المستويات، ما يجعل من الإنتخابات في صيدا عملية ديمقراطية وتنافس انتخابي، نأمل أن تبقى بعيدةً عن المنازلة السياسية الواضحة، وأن تعطي تجربة جديدة للعمل البلدي، لأن الصيداويين عانوا من نتائج التجربة البلدية السابقة".