أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الجمعة من موسكو، أن العمل على مذكرة تفاهم لوقف إطلاق النار في أوكرانيا "وصل إلى مرحلة متقدمة"، مؤكداً أن موسكو لا تمانع التواصل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتوصل إلى اتفاق.
وفي مؤتمر صحافي، لفت لافروف إلى أن روسيا تستعد لجولة ثانية من المفاوضات المباشرة مع كييف، لكنه أشار في المقابل إلى أن "شرعية زيلينسكي" ستكون عاملاً مؤثراً عند الحديث عن أي اتفاق سلام محتمل. كما اعتبر أن الحديث عن اجتماع في الفاتيكان غير واقعي في الظروف الحالية.
وحذّر الوزير الروسي من "عسكرة الغرب لأوروبا"، واصفاً هذا التوجه بأنه "خطير للغاية"، مضيفاً أن أوكرانيا كانت تعوّل على "دعم أميركي أبدي"، على حد تعبيره.
تصريحات لافروف جاءت بعد ساعات على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، أن موسكو قررت إنشاء "منطقة أمنية عازلة" على طول الحدود مع أوكرانيا، مشيراً إلى أن قواته تعمل حالياً على تنفيذ القرار ميدانياً.
وفي اجتماع حكومي، اتهم بوتين القوات الأوكرانية باستخدام "أساليب إرهابية" ضد المناطق الروسية الحدودية، مشيراً إلى أنها تستهدف "منازل ومرافق مدنية لا قيمة عسكرية لها"، بحسب تعبيره. وقال إنه ناقش هذه القضايا خلال زيارته الأخيرة لمقاطعة كورسك، مضيفاً: "استمعت إلى مخاوف السكان في البلدات المتضررة من القصف الأوكراني".
وكانت الجولة الأولى من محادثات السلام المباشرة بين روسيا وأوكرانيا منذ ربيع 2022 قد انعقدت الجمعة الماضي في تركيا، إلا أنها لم تُسفر عن اختراق يُذكر. وقد استغرقت أقل من ساعتين، وسط تمسّك موسكو بمطالب تعتبرها كييف "غير قابلة للنقاش"، أبرزها:
تخلي أوكرانيا عن مساعي الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
الاعتراف بسيطرة روسيا على أربع مناطق شرق وجنوب أوكرانيا.
القبول بضم شبه جزيرة القرم (منذ 2014).
وقف شحنات السلاح الغربي إلى كييف.
بالمقابل، تطالب أوكرانيا، بدعم من حلفائها، بانسحاب كامل للقوات الروسية كشرط لأي مفاوضات. كما تشدد على ضرورة إعلان هدنة قبل المضي في أي مسار سياسي، وهو ما يرفضه الكرملين حتى الساعة.