أوقفت الشرطة التركية، اليوم الجمعة، 44 شخصاً إضافياً ضمن إطار التحقيقات الجارية في ملفات الفساد المرتبطة برئيس بلدية اسطنبول المقال أكرم إمام أوغلو، والذي يقبع في السجن منذ 23 آذار الماضي.
ووفقاً لوكالة "الأناضول" الرسمية، شملت التوقيفات السكرتيرة الخاصة لإمام أوغلو، قدرية كاسابوغلو، إلى جانب رئيسي مجلسي إدارة شركتين تابعتين لبلدية اسطنبول.
ويأتي هذا التطور بعد أيام فقط من اعتقال 20 موظفاً آخرين في بلدية اسطنبول، من ضمنهم رئيس المكتب الإعلامي للبلدية، وقد تم إيداع 13 منهم الحبس الاحتياطي، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام تركية.
وتُجري السلطات التركية تحقيقات تطال إمام أوغلو، أحد أبرز منافسي الرئيس رجب طيب أردوغان، بتهم تتعلق بـالفساد والإرهاب. وقد نفت المعارضة التركية مجمل هذه الاتهامات، معتبرة أن دوافعها سياسية بحتة تستهدف تقويض نفوذ المعارضة في كبرى المدن التركية.
وكان توقيف إمام أوغلو في 19 آذار قد فجر موجة من الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة منذ العام 2013، إذ اعتبر كثيرون أن القضية محاولة لإقصائه بعد أن أُعلن في 23 آذار مرشحاً عن حزب الشعب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2028.
إلا أن إلغاء شهادته الجامعية في الشهر نفسه، وهو الإجراء الذي أثار غضب الأوساط المعارضة، حال دون إمكانية ترشحه للرئاسة وفقاً للقوانين الانتخابية المعتمدة في تركيا.
وبينما ترى المعارضة أن الاعتقالات الأخيرة جزء من حملة ممنهجة لتصفية الخصوم السياسيين، تؤكد الحكومة التركية أن الإجراءات تأتي ضمن تحقيقات قانونية "شفافة ومستقلة" في قضايا فساد تطال مؤسسات عامة.