اتّجهت الأنظار إلى العاصمة الإيطالية روما، حيث انطلقت الجولة الخامسة من المحادثات الإيرانية-الأميركية حول البرنامج النووي الإيراني، بوساطة سلطنة عُمان، في ظل تعثّر واضح عند مسألة تخصيب اليورانيوم.
ففي وقت سابق من نهار الجمعة، وصل الوفد الأميركي برئاسة المبعوث الخاص ستيف ويتكوف إلى مقرّ السفارة العُمانية في روما، ليلتحق به بعد نحو 20 دقيقة الوفد الإيراني برئاسة وزير الخارجية عباس عراقجي، لتنطلق إثر ذلك المحادثات غير المباشرة بين الجانبين، وفق ما أفادت "العربية".
وضم الوفد الإيراني نائب وزير الشؤون السياسية مجيد تخت روانجي، ونائب وزير الشؤون القانونية والدولية كاظم غريب آبادي، والمتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي، إلى جانب عدد من الدبلوماسيين. إلّا أن الوفد لم يتضمن عناصر تقنية كما في الجولات السابقة، ما يشير إلى أن النقاشات ستقتصر على المبادئ السياسية العامة والشروط الكبرى، بحسب المحلل السياسي المختص بالشأن الإيراني مسعود الفك.
واعتبر الفك أن غياب الخبراء الفنيين دليل على أن القرارات العملية لن تُبحث، خصوصًا أن هؤلاء هم مَن يُشرفون عادةً على تنفيذ أي تفاهم ميداني.
موضوع تخصيب اليورانيوم يبقى محور الخلاف الأساسي. فبينما شدد ويتكوف على أن بلاده "لا يمكنها القبول حتى بنسبة 1% من قدرة التخصيب"، رفضت طهران هذا الشرط مؤكدة تمسّكها بحقّها في تطوير برنامج نووي لأغراض مدنية، مشيرة إلى أن هذا الشرط الأميركي يتنافى مع الاتفاق الدولي المُبرم في العام 2015.
تُعقد هذه المحادثات قبيل اجتماع لمجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حزيران في فيينا، والذي من المتوقع أن يبحث في تفاصيل الأنشطة النووية الإيرانية.
يُذكر أن الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في العام 2018 خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب، كان ينصّ على إمكانيّة إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران في حال عدم التزامها ببنوده. رغم أن الاتفاق لا يزال قائمًا نظريًا، إلا أن مفاعيله من المفترض أن تنتهي في تشرين الأول 2025.
رافق ويتكوف في هذه الجولة المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية مايكل أنطون. وتُعد هذه المفاوضات أعلى مستوى من التواصل بين الجانبين منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق، وهي تأتي ضمن محاولات لعقد تفاهم جديد قد يُخفّف من العقوبات المفروضة على طهران.