في ظل تسارع التطورات الميدانية والإنسانية في قطاع غزة، صرّح رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال إيال زامير، الأحد، بأن "الحرب في غزة ليست بلا نهاية"، مؤكداً أن القيادة العسكرية الإسرائيلية "ستعمل على تقصير أمد الحرب بما يتماشى مع أهدافها المعلنة"، على حدّ تعبيره.
وأضاف زامير أن "حركة حماس تقع تحت ضغط كبير جداً، وفقدت قدرتها على القيادة والسيطرة"، في إشارة إلى تصاعد العمليات العسكرية في مختلف مناطق القطاع، ولا سيما محور خان يونس وجباليا.
وفي وقت سابق الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع نطاق العمليات البرية، مشيراً إلى دخول لواء المظليين إلى غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، لينضم إلى المعارك الدائرة في خان يونس، بقيادة الفرقة 98.
وأكد بيان الجيش أن جميع ألوية المشاة والمدرعات النظامية متمركزة الآن داخل القطاع، تشاركها وحدات من الاحتياط في إطار "مناورة غزة" المستمرة منذ شهور.
وبالتزامن، أفاد الإعلام الإسرائيلي بأن طائرات مروحية نقلت جنودًا جرحى من داخل القطاع إلى مستشفيات في إسرائيل، بعد ورود تقارير عن حدث أمني تعرّض له جنود إسرائيليون في معارك شمال القطاع، من دون كشف تفاصيل إضافية.
من جهته، قال الدفاع المدني الفلسطيني في غزة إن طواقمه انتشلت جثامين 8 فلسطينيين من مناطق شرق خان يونس، قُتلوا نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل. كما أفاد مراسل قناة العربية بمقتل 5 أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في مخيم جباليا شمال القطاع.
وعلى الصعيد الإنساني، أكدت مصادر إعلامية تابعة لحركة حماس أن 100 شاحنة مساعدات فقط دخلت إلى غزة، وهو ما يمثل 1% فقط من الحاجات الأساسية للسكان. وأضافت أن 57 حالة وفاة سُجلت نتيجة سوء التغذية ونقص الغذاء والدواء، في ظل عرقلة وصول المساعدات إلى شمال القطاع بشكل خاص.
وأشارت التقارير إلى أن منع وصول الشاحنات وعدم تشغيل معظم المخابز في القطاع رفع منسوب الأزمة، إذ يعمل 4 مخابز فقط من أصل 25 مدعومة من برنامج الأغذية العالمي، ما لا يكفي لسدّ الاحتياجات المتزايدة. كما يعاني أكثر من 70 ألف طفل في غزة من شبح الموت الوشيك نتيجة الجوع المتفاقم.
وفي هذا السياق، أعلن فيليب لازاريني، المفوض العام لـ"وكالة الأونروا"، أن المخطط الإسرائيلي لإدارة توزيع المساعدات في غزة محكوم عليه بالفشل، موضحًا أن أي منظمة إنسانية تحترم المبادئ الدولية لا يمكن أن توافق على آلية تفرض المساعدات عبر مراكز خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي، ما قد يُقصي شرائح واسعة من السكان، لا سيما المسنين وذوي الإعاقة، من الحصول على الغذاء والدواء.
وفي آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أعلنت ارتفاع عدد الشهداء إلى 53,939، وارتفاع عدد الجرحى إلى 122,797، منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول 2023. وأكدت الوزارة أن العديد من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب استمرار القصف.